
أنعش تراجع الجلود المستوردة منطقة «باب الشعرية» فى القاهرة، ليعود الرواج على المنتج المصرى من جديد.
وكانت المنطقة تعانى لسنوات كثيرة من غزو المنتج الصينى الردىء ليعود الطلب على الصناعة المحلية فى ظل التشديد على الاستيراد.
وفى جولة لـ«البورصة» داخل منطقة باب الشعرية، لرصد حركة السوق والأسعار فى محلات الجملة والقطاعى، التقت محمد السيد، صاحب محل بيع «نعال» صغير، يغذى المحلات الكبرى للأحذية فى السوق المحلى.
وقال إنَّ سعر زوج القطع «نعال» جلد طبيعى بلغ 30 جنيهاً فى الجملة، وفى القطاعى بين 35 و40 جنيهاً.
وأوضح أن أبرز منتجات النعال المنافسة للمنتج المصرى فى السعر، هى النعل الصينى ويتراوح سعره بين 15 و18 جنيهاً فى الجملة، والقطاعى 25 جنيهاً، ومع تراجع الاستيراد أصبح المنتج المصرى ينافس بشراسة قوية.
أضاف أن المبيعات ارتفعت العام الحالى، مقارنة بالأعوام الماضية قبل ومع دخول عيد الأضحى.. لكنها بدأت تتراجع الأسبوع الماضى فى ظل ارتفاع أسعار الخامات، إذ إنَّ المحال الصغيرة التى كانت تشترى 300 زوج نعال، خفضت الكمية إلى 100 زوج فقط فى ظل تراجع القدرة الشرائية.
وقال محسن سلامة، رئيس مجلس إدارة شركة أولاد سلامة للأحذية، إنَّ الشركة تعمل فى مجال بيع الأحذية المصنعة من الجلد الطبيعى 100%، وتتمثل منتجاتها فى الشباشب والصنادل بجميع المقاسات وأحذية الأطفال.
وأوضح أن سعر الصندل الرجالى من الجلد الطبيعى يتراوح بين 300 و400 جنيه، والشباشب بين 250 و300 جنيه، وأحذية الأطفال تتراوح بين 280 و350 جنيهاً.
وتابع: «الإقبال يزداد مع اقتراب موسم الدراسة، ومواسم الأعياد، فمثل هذه المواسم تجعل ورش صناعة الجلود بالمنطقة تصمد أمام ارتفاع أسعار الخامات وما نتج عنها من زيادات فى أسعار الجلود الجاهزة لصناعة الأحذية».
وأشار إلى أن توقف الاستيراد أدى إلى جعل المنتج المصرى منافساً ينتشر بغزارة من جديد، وارتفعت مبيعات المنتجات المحلية بنسبة 70% خلال العام الحالى.
ولفت سامح شوكت، صاحب ورشة تقطيع جلود لصناعة الملابس، إلى أن أبرز الجلود التى كانت تنافس المنتج المصرى، هو الجلد الصينى، ولكن ليس بنفس جودة الجلد الطبيعى المصرى، إذ إنَّ عمره الافتراضى 10 أضعاف الصينى.
وأوضح أن الجلد الصينى يزداد الاقبال عليه؛ نظراً إلى انخفاض سعره، ليصل سعر المتر إلى 80 جنيهاً، وتتراوح أسعار الجلد البقرى الطبيعى سماكة 1.5 إلى 2 مم، قابل للحرق والدق والتلوين بين 180 و250 جنيهاً للمتر الخام، مقارنة بـ140 ـ 200 جنيه، ويستخدم فى عمل محافظ وأحزمة وشنط وأحذية وأساور، بينما الجلد الجاموسى يتراوح بين 160 و210 جنيهات، مقارنة بـ120 و170 جنيهاً العام الماضى.
وأشار إلى أن الشهر الماضى شهد ارتفاع الطلب على شراء الجلود بنسبة 50% مقارنة بشهر مايو، من خلال الورش المصنعة للأحذية.
وقال على شاكر، صاحب محل صبغات، إنَّ أسعار الصبغات المستوردة ارتفعت 15%، مقارنة بالعام الماضى، متأثرةً بارتفاع أسعار الدولار، والتغيرات العالمية.
وأوضح أن سعر صبغة الجلد الطبيعى بلغ 35 جنيهاً بدلاً من 30 جنيهاً، وسيلفر إسبراى ملمع ومجدد ومقاوم للماء بسعر 70 جنيهاً مقابل 60 جنيهاً، ودهان تلميع الجلد ماركة بيانو 125 جم لتلميع الأحذية والشنط وجميع المصنوعات الجلدية بسعر 22 جنيهاً، مقابل 18 جنيهاً، وسائل لمعان الأحذية سيلفر 75 مل أسود مصنوع بتركيبة خاصة من الشمع والماء لإعطاء لمعان جيد بسعر 170 جنيهاً، مقابل 145 جنيهاً العام الماضى.
وقال حسن أحمد، رئيس مجلس إدارة شركة الأحمد للملابس، إنَّ أسعار الملابس ارتفعت بنسبة 20%، مقارنة بالعام الماضى، مع ارتفاع أسعار خامات الجلد الطبيعى، وتكلفة الصنع والعمالة وغيرها من العوامل التى أدت إلى زيادتها. وأوضح أن السبب وراء الزيادات، هو ارتفاع أسعار الجلود والكيماويات وغيرها من الخدمات التى تحتاجها تلك الصناعة من مياه وكهرباء وعمالة مدربة.
أضاف: «متوسط سعر الجاكيت الجلد الطبيعى بلغ نحو 700 جنيه، مقابل 550 جنيهاً، وحزام الجلد الطبيعى 100 جنيه مقابل 80 جنيهاً العام الماضى».
وأوضح أن المستهلك أصبح يتجه لشراء الأحذية، بعد شراء أولوياته من الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وأدوية ثم يتجه إلى الملابس.
كتب- محمد يونس