تحسين السلالات وخفض الفواتير وزيادة عدد المجازر الآلية.. أبرز مطالب مدابغ الجلود


«الجباس»: الذبح اليدوى والسلخ يُهدران 30% من الجلد

طالب عدد من أصحاب مدابغ الجلود، بدعم القطاع وخفض فواتيره مع تحسين جودة السلالات الحيوانية والخدمات البيطرية، من أجل تعظيم جودة الجلود المصرية، بما يسهم فى استعادتها لمكانتها فى الأسواق العالمية.

أضافوا أن تكلفة الدباغة رفعت السعر النهائى للمنتج، وهو ما عرقل المنتج المصرى عالمياً مع تراجع جودته نسبياً، لافتين إلى ضرورة التوسع فى إنشاء المجازر الآلية، لتقليص معدلات الهدر، والهالك وتعظيم الاستفادة من الجلود المتاحة محلياً.

قال أحمد الجباس، رئيس الشركة المصرية الألمانية للصناعة والتجارة، إنه يجب العمل على تحسين السلالات الحيوانية المصرية، للوصول إلى جودة أفضل للجلود من المتاحة حالياً، بجانب مميزات أخرى ستصب فى صالح الدولة فيما يخص تحقيق وفرة من اللحوم أو الألبان.

واقترح «الجباس»، شراء سلالات قوية من أوروبا وتهجينها مع السلالات المصرية، مثلما حدث فى السبعينيات، خصوصاً أن السلالات الأجنبية الأخرى الموجودة فى مصر لن تسهم فى تعظيم جودة الجلود، مثل السلالات السودانية أو البرازيلية.

وأضاف أن عدم نمو الثروة الحيوانية فى مصر هو أبرز ما يهدد دباغة الجلود، ورغم ارتفاع التكلفة خلال الفترة الماضية فإنها ليست العائق الرئيسى أمام نمو القطاع.

وتابع: «حتى الآن ما زال القطاع يعانى من الذبح اليدوى والسلخ اليدوي، اللذين يتسببان فى إهدار نسبة كبيرة من الجلد المصرى».

أوضح «الجباس»، أن القطاع يعتمد على جلود ذات درجة جودة معينة، وليس أى جلد.. لذلك من عوامل تطوير خامات القطاع، الاهتمام بالمراعى التى يُربى فيها الحيوان والخدمات البيطرية المقدمة له، وهى خطوة ستنعكس على القدرة التنافسية للمنتج المصرى عالمياً وربحية المُصدر المصرى.

أضاف أن السلخ اليدوى الخاطئ يتسبب فى إهدار 30% من جودة الجلود المصرى حتى لو لم يحصل الحيوان على الرعاية الطبية اللازمة له.

«عبداللاه»: المياه تُمثل نحو 10% من التكلفة.. والأرباح لا تتجاوز 3%

وقال سعد عبداللاه، رئيس المؤسسة الدولية لتشغيل الجلود، إنَّ أسعار المياه مرتفعة جداً بالنسبة للمدابع الصغيرة، وهى عقبة أمام استمرارية الإنتاج بها، موضحاً أن فاتورة المياه الخاصة به لعامين تبلغ نحو 326 ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم بالنسبة لمدبغة صغيرة.

وأوضح أن قيمة المياه تُمثل نحو 10% من تكلفة الإنتاج، بينما ربحية صاحب المدبغة لا تتجاوز 3%، حتى يتمكن من ضبط التكلفة، والمنافسة فى الأسواق الخارجية.

وكشف أن ارتفاع التكلفة جاء بالتوازى مع تراجع المبيعات المحلية والعالمية للمنتج، وهو ما تسبب فى هجر عدد كبير من أصحاب المدابغ للمهنة، وهو أمر قد يستمر ما لم تنتبه الحكومة لخطورته.

«شاهين»: ارتفاع تكلفة المنتج وراء تراجع التصدير 40%

وقال باسم شاهين، عضو غرفة دباغة الجلود بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إنَّ أبرز المشاكل التى تواجه القطاع حالياً، ارتفاع أسعار الكيماويات؛ بسبب مشكلة استيرادها من الخارج، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة المنتج النهائى.

أضاف أن ارتفاع تكلفة المنتج أدى إلى تراجع التصدير بنسبة 40% خلال الفترة الماضية.

«حجاج»: معظم مدابغ الجلود مدينة لشركة المياه بمتوسط 12 ألف جنيه شهرياً

وقال معتز حجاج، رئيس مجلس إدارة مدبغة «الأستاذ» بمدينة الروبيكى، إنَّ من أبرز المشاكل التى تعوق حركة وجودة الإنتاج، هو «الجلد النىء» المورد من الجلادين، إذ توجد به مشاكل؛ بسبب السلخ، وسوء التخزين، والأمراض الجلدية.

وأوضح أن مربى الماشية لا يهتمون بتربيتها وإعطائها الأمصال الكافية لحمايتها من الأمراض الجلدية.

أما الجزارون أثناء ذبحهم الماشية، فيقطعون الجلد أثناء السلخ، ثم يأخذه الجلاد، ولا يهتم أيضاً بتخزين الجلد، وتمليحه بالشكل الكافى للحفاظ عليه.

ولفت «حجاج»، إلى أن تكاليف الإنتاج ارتفعت من كهرباء ومياه، ومستلزمات إنتاج ومواد كيماوية، وارتد أثرها فى صورة زيادة تكلفة المنتج النهائى التى أصبحت عائقاً أمام التصدير ومنافسة الأسواق الخارجية.

وأوضح أن سعر المياه غير عادل على صناعة تقوم على المياه بنسبة تتجاوز 80%، إذ يصل سعر متر المياه إلى 9 جنيهات.

وأصبحت معظم المدابغ مدينة لشركة المياه. ويصل متوسط سعر الفاتورة إلى 12 ألف جنيه شهرياً بمتوسط سعر 150 ألف جنيه سنوياً.

أشار «حجاج»، إلى أن إنتاج طن واحد من الجلود يحتاج إلى 60 ألف متر مكعب من المياه، أى إنتاج كيلو جلد يحتاج إلى 60 متراً مكعباً من المياه.

وطالب بدعم الحكومة ومساندة القطاع فى توفير مستلزمات الإنتاج من مواد كيماوية يتم استيرادها بنسبة 100%، فى ظل صعوبة استيرادها، وارتفاع أسعارها، بجانب دعم فاتورة المياه التى تقوم عليها الصناعة، وتمثل عائقاً كبيراً أمام أصحاب مدابغ الجلود، الأمر الذى يعود على التكلفة النهائية بالزيادة، وتراجع صادرات الجلود.

وأوضح أن معظم المدابغ بالروبيكى تسعى لتخطى كل هذه المعوقات، وزيادة صادراتها، ومنافسة الأسواق الخارجية، كما كانت من قبل.

أشار «حجاج» إلى أن هذه العوائق عملت على تراجع نسبة التصدير، إذ إنَّ مدبغته كانت تصدر فى سور مجرى العيون نحو 11 حاوية خلال 4 أعوام، وعند الانتقال إلى الروبيكى من 2019 وحتى الآن صدرت حاويتين فقط فى 3 أعوام.

«خميس»: ارتفاع أجور العمالة بعد الانتقال إلى الروبيكى رفع تكلفة الإنتاج

وقال أحمد خميس، رئيس مجلس إدارة شركة عصام خميس لتصدير الجلود، إنَّ ارتفاع أسعار الجلود مع زيادة فواتير المياه، ومشاكل الصرف وزيادة تكلفة النقل كلها عوامل أثرت على قطاع الجلود.

أضاف: «كل فاتورة كانت تصدرها الشركة تدخل تحت بند دعم الصادرات بنسبة 8%، ما يجعل المنافسة عالية بين الأسواق الخارجية، وبعد رفع هذا الدعم وارتفاع أسعار الخامات ومستلزمات الإنتاج تراجعت الصادرات».

أوضح «خميس»، أن أجر العامل فى سور مجرى العيون كان 80 جنيهاً منذ عام 2018، وعند انتقال مدابغ الجلود إلى مدينة الروبيكى للجلود، ارتفع أجره اليومى ليصل إلى 200 جنيه، مع بُعد المسافة عن مصر القديمة، وقضاء أكثر من ساعة ونصف الساعة فى المواصلات للوصول إلى المدينة.

واقترح «خميس»، جعل فواتير المياه مدعمة من الحكومة لأصحاب مدابغ الجلود، لما تستهلكه من كميات كبيرة تدخل فى هذه الصناعة القائمة عليها، وتعوق إنتاجها ومنافستها التصديرية.

وأكد أن ضعف المبيعات خلال العامين الماضيين، كان له مردود سلبى فى توافر السيولة. كما تواجه مدابغ الجلود أيضاً مشكلة ارتفاع أسعار كيماويات الدباغة، ما رفع سعر المنتج النهائى وأثر سلباً على تنافسيته عالمياً.

كتب: محمد يونس

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

https://alborsanews.com/2022/07/27/1561770