
لعل أهم ما ترتب على اختيار محافظ جديد للبنك المركزى وهو السيد حسن عبدالله حالة الارتياح التى سادت الوسط الاقتصادى.. الذى رأى فى التغيير ضرورة وفى اختيار حسن عبدالله تحديدًا انتصارًا لعدالة السماء وإنصافًا لرجل عانى من الظلم هو وغيره من قيادات مصرفية بارزة تم الإطاحة بها وتشويه تاريخها وفى هذا درس كبير لمن يستغل منصبه فى إيذاء غيره.. وكأنه لا يدرك أنه سيترك منصبه يومًا ما.. ومع خالص تهانينا للمحافظ الجديد فإننا نعلم ونقدر حسامة المهمة وصعوبة المرحلة التى يتولى فيها هذا المنصب، ولكن حالة الارتياح والتفاؤل التى قوبل بها تعيينه محافظًا للبنك المركزى وكفاءته المشهود بها فى القطاع المصرفى ستعينه بلا شكٍ على هذه المهمة، بجانب أنه سيجد من يسانده ويشد من أزره من المخلصين لهذا البلد وعليه أن يستمع إليهم وألا يغلق الباب فى وجههم.
وأن يرد اعتبار القيادات المصرفية التى عانت من الظلم ولو بلقاء فى مقر البنك المركزى، إننا نريد أن نرى القطاع المصرفى جنباً إلى جنب مع باقى القطاعات وأن يخرج هذا القطاع من عزلته ويتناغم مع باقى القطاعات للخروج من الأزمة الاقتصادية التى تتطلب التكاتف والتنسيق وتحديدًا ما بين السياستين النقدية والمالية لخدمة الاقتصاد القومى والنهوض به.. لدينا مفاوضات شاقة مع صندوق النقد تحتاج لمفاوضين أكفاء وسياسات اصلاحية عميقة لا مجرد مسكنات لأزمة طارئة.
لدينا أيضًا فجوة تمويلية وتضخم مرتفع واقتصاد مريض أعيته السياسات الخاطئة نريد سياسات نقدية محفزة للنشاط الإنتاجى فما جدوى كل هذه التريليونات من الجنيهات فى خزائن البنوك دون توظيف.. هل ستظل البنوك تعيش من أرباح المتاجرة فى أدوات الدين الحكومى، هل هذا هو دور البنوك؟
نريد أن نرى ونتابع اجتماعات المجلس التنسيقى للسياستين النقدية والمالية ليعملا معًا لصالح الاقتصاد القومى.. فكم مرة انعقد هذا المجلس فى السنوات الأخيرة؟
ونريد أيضًا أن يكون البنك المركزى رقيبًا مرنًا فى إعطاء القيادات المصرفية حرية فى الإدارة دون خوف أو إرهاب.. فى سنوات سابقة كنا نعرف مواعيد الاجتماع الدورى لمحافظ البنك المركزى مع رؤساء البنوك حتى التواصل الإعلامى مع البنك المركزى بات صعبًا ومرهقًا بل ومرعبًا إذا ساء حظك فى التعامل مع بياناته فقد يكون مصيرك يعلمه الله.. نعلم أن المحافظ الجديد لا يملك عصا سحرية كل المشاكل والأزمات ولكن لدينا أمل فى أن يكون التغيير فى صالح الاقتصاد القومى إذا اخلص الجميع وانشغلوا بالحلول والسياسات المحفزة ولم ينشغلوا بالمناصب واستغلالها لمصالحهم.. إننا نخوض معركة وفى المعارك تظهر بطولات الرجال ونحن اعتدنا على النصر ولا نرضى بنكسة جديدة.