حزمة برامج حكومية لدعم وتنمية مهارات العمالة غير المنتظمة

القباج: لدينا 11.8 مليون فرصة عظيمة لدعم الاقتصاد الوطني 

“معاشك بايدك” تغطي مخاطر الشيخوخة والعجز والوفاة لعمال الزراعة

تضع الدولة ممثلة في وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع جميع الجهات المعنية بدعم العمالة غير المنتظمة، برامج دعم وتنمية هذه الفئة ضمن أولوياتها لمساعداتهم على مجابهة تداعيات الظروف الاقتصادية الناتجة عن فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

وتنظر وزارة التضامن الاجتماعي، للعمالة غير المنتظمة لا كمشكلة تحتاج إلى حل وإنما باعتبارهم فرصة عظيمة لدعم الاقتصاد الوطني.

قالت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، إنه وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يقدر حجم العمالة غير المنتظمة بنحو 11.8 مليون شخص، وبالتالي يوجد مخزن هائل لرواد الاعمال، وأكبر تركز لهم في قطاعات الزراعة، والمقاولات، والنقل التي من ضمنها العاملون في مجال توصيل الخدمات أو “الطيارين”.

أضافت أنه نظرا لأهمية هذا الملف، تم تشكيل لجنة تضم وزارات التضامن الاجتماعي والتخطيط والمالية والصحة والتأمينات والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ومنظمة العمل الدولية، للعمل على الارتقاء بهذه العمالة وتقديم مساعدات اجتماعية وتأمينية لهم لحمايتهم وحماية أسرهم، بالإضافة إلي اتاحة فرص التمكين الاقتصادي لهم ولأسرهم.

وأوضحت القباج، أن الوزارة نفذت العديد من المبادرات لتلك الفئة كان آخرها مبادرة “طريقك أمان” لحماية العاملين في مجال خدمات التوصيل أو عامل “الديلفري”، في إطار المبادرة الرئاسية لدعم العمالة غير المنتظمة منذ عدة أسابيع.

ولفتت إلى أن مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد نموًا قويًا في قطاع توصيل الطلبات والذي تجاوزت عوائده السنوية 9 مليارات دولار طبقا لأرقام مارس 2022، كما نما سوق توصيل الطلبات بنسبة 8% العام الماضي.

وأوضحت أن حجم سوق توصيل الطعام يقدر بنحو 2.5 مليار دولار، ومع هذا النمو المتسارع للقطاع فإنه بحاجة إلى جهود تنظيمية واستثمارات، إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من 6 ملايين شاب وفتاة، يعملون في خدمة توصيل الطلبات في مصر.

أضافت القباج أن المبادرة تستهدف توفير مئات الآلاف من فرص العمل بقطاع خدمات التوصيل لشبابنا وفتياتنا عبر الاستفادة من حزمة من خدمات الحماية الاجتماعية التي ستشمل بجانب خدمات التغطية التأمينية وخدمات التأمين الصحي الشامل تنفيذًا لبروتوكول التعاون بين وزارة التضامن الاجتماعي وهيئة التأمين الصحي الشامل لتوفير الرعاية الصحية للعمالة غير المنتظمة.

وسيتم توزيع خوذات رأس للحماية الشخصية ودراجات هوائية وموتوسيكلات، وتبدأ المرحلة الأولي بتوزيع الخوذات للعاملين في خدمات التوصيل بمحافظتي القاهرة والإسكندرية.

كما سيتم توفير برامج تدريبية علي أساليب القيادة الآمنة والسلامة المهنية والوقاية من المخاطر.

وستسمح مبادرة “طريقك أمان” للمستفيدين من الشباب والفتيات بالحصول علي تمويل لإنشاء مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر ضمن حزمة برامج التمكين الاقتصادي التي تنفذها وزارة التضامن الاجتماعي والتي تبلغ نحو 360 ألف مشروع بتكلفة 2.8 مليار جنيه في صورة قروض ميسرة بأسعار فائدة تتراوح بين 5-9% لتوفير دخول للشباب والفتيات ومساعدة الأسر الفقيرة على الخروج من دائرة الفقر.

وأشارت الوزيرة، إلى إتاحة استفادة العاملين بقطاع التوصيل من مبادرة “معاشك بأيدك ” للعمالة غير المنتظمة والتي تقدم للمستفيدين معاشا تكميليا يسمح للعامل بالاشتراك في هذا المعاش، واختيار سن الاشتراك وتحديد قيمة قسط التأمين الأنسب لقدرته الاقتصادية، ومدة الاشتراك بالنظام، ودورية سداد قسط التأمين سواء كان شهريا أو كل ثلاثة أشهر أو سنويا، وكذا سن التقاعد وصرف المعاش عند سن 55 عاما أو 60 عاما أو 65 عاما.

ويغطي “معاشك بايدك” مخاطر الشيخوخة والعجز والوفاة، وتم تطبيقه في 20 محافظة لعمال الزراعة، وحاليا يجري إطلاقه أمام عمال التوصيل.
أشارت القباج إلى أن المبادرة تستهدف تحقيق السلامة والأمان الأسري لفئة من أهم فئات القوى العاملة المصرية وأكثرها انتشارا، وذلك في وجه ما تتعرض له تلك العمالة وأسرها من مخاطر أثناء مزاولة النشاط.

وقالت ميرفت صابرين مساعد وزير التضامن لشبكات الحماية والأمان الاجتماعى، إن دعم العمالة غير المنتظمة مشروع قومي، نتعاون في تنفيذه مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ووزارة البيئة، ووزارة الإسكان، والجمعيات الأهلية والتعاونية، وصندوق “تحيا مصر”، وبنك ناصر الاجتماعي، واتحاد للصناعات، وجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية ومكاتب المحافظين، وذلك لإعداد قاعدة بيانات متكاملة عن العمالة غير المنتظمة.

وأوضحت أنه تم إطلاق برنامج للتدريب المهني “طفرة” بالتعاون مع أكاديمية 6 أكتوبر لتدريب نحو 10 آلاف عامل، إذ تم الانتهاء من تدريب 2290 عاملا من المرحلة الأولى في 8 محافظات هي أسوان وسوهاج وأسيوط والمنيا والفيوم والمنوفية وكفر الشيخ والبحيرة، وذلك بعدد 33 مركزا في مبادرة حياة كريمة داخل 797 قرية.

ويشمل التدريب 4 مجالات هي مساعد تمريض، ومصنع غذائي، ومديرة منزل، وتفصيل وخياطة، وجارى الإعلان عن إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج في عدد 12 محافظة من خلال استهداف عدد 7000 عامل.

ولفتت إلى أن الوزارة تتوسع في تغطية العمالة غير المنتظمة تحت مظلة الحماية الاجتماعية والتأمينية، وإتاحة فرص عمل بديلة ومكملة لهم في أوقات التعطل الموسمي أو الدوري خاصة لبعض فئات العمالة الموسمية مثل الصيادين وعمال الزراعة.

أضافت صابرين، أن الوزارة تعمل حاليا بالتعاون مع وزارة التخطيط علي توظيف وخلق فرص عمل لإجمالي 30 ألف عامل من العمالة غير المنتظمة مع اعتبار تكافؤ الفرص بين المهن المختلفة والنوع الاجتماعي والتوزيع الجغرافي طبقاً للفرص الاستثمارية وفجوات تغطية الحماية التأمينية للعمالة غير المنتظمة في 16 محافظة.

وتضم القائمة محافظات المنيا وسوهاج والجيزة والقاهرة وأسيوط والدقهلية والشرقية والبحيرة وقنا وبني سويف والغربية وكفر الشيخ والفيوم والإسكندرية والقليوبية والمنوفية وأسوان، وبتمويل ميسر لإنشاء مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر بإجمالي 570 مليون جنيه.

وأشارت مساعد وزير التضامن لشبكات الحماية والأمان الاجتماعي، إلى دعم 42 ألف صياد في إطار مبادرة “بر أمان” بهدف دعمهم وتيسر ظروف عملهم، إذ تم مدهم بمراكب صيد، وشباك، وبدل صيد، ولوحات طاقة شمسية لتوليد الكهرباء على المراكب، بالإضافة إلى صرف دعم نقدي لهم من خلال برنامج “تكافل” في أثناء فترات نمو الذريعة وتوقف الصيد والتي تصل لمدة 4 أشهر سنويا.

وأوضحت صابرين، أن الوزارة قامت بدفع اشتراكات التأمينات الاجتماعية ولمدة 4 سنوات تقريباً لصيادي شمال سيناء تعويضا عن خسائرهم بسبب توقف نشاطهم لبعض الوقت من جراء العمليات الإرهابية، كما تم تعويض عمال الصيد في بحيرة السد العالي.

كما تم إطلاق المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية “تتلف في حرير “فى محافظة الفيوم لدعم منتجات النول المصري، بالتعاون مع صندوق تحيا مصر، والتي تبلغ تكلفتها 20 مليون جنيه متمثلة في 11 مليون جنيه من وزارة التضامن الاجتماعي و9 ملايين من “صندوق تحيا مصر”.

أضافت أن المرحلة الأولي استهدفت توزيع 500 نول على الأسر من العمالة غير المنتظمة بعدد 2000 فرد مستفيد، وتأتي مبادرة “تتلف في حرير” ضمن سلسلة المبادرات الرئاسية لدعم تلك العمالة والتمكين الاقتصادي، والتي بدأت بمبادرة “بر أمان” لصغار الصيادين.

ولفتت مساعد وزير التضامن لشبكات الحماية والأمان الاجتماعي، إلى أنه تم توزيع 76 نولا يدويا وخامات التشغيل من خيوط الصوف والحرير والأصباغ الطبيعية لسيدات وفتيات ورجال من الفيوم.

وتشمل المبادرة أيضا تقديم دعم فني لتطوير التصميمات المستخدمة في صناعة السجاد اليدوي لتعكس التوجهات العالمية الحديثة في مجال الديكور للأثاث إلى جانب الحفاظ علي عراقة تاريخ صناعة تتوارثها أجيال من المصريين.

قالت إن المبادرة ستعمل أيضا على المساهمة في بعض مشكلات صناعات النسيج والسجاد اليدوي والكليم وأهمها صعوبة التسويق داخليا وخارجيا وضعف انتاج الحرير الطبيعي المصري وقلة التصميمات الجديدة رغم ثراء البيئة المصرية التي يمكن الاستفادة من جمالياتها في هذا المجال.

وذكرت انه يتم العمل على أكثر من محور لمساعدة وحل مشاكل تسويق السجاد والكليم اليدوي من خلال التنسيق مع وزارة السياحة والمطارات لمصرية لإقامة معارض لعرض منتجات المستفيدين، والتنسيق مع النوادي الكبرى بالقاهرة والمولات التجارية والمتاحف لإقامة معارض بها لعرض المشغولات اليدوية، ووضع خطة سنوية للاشتراك في المعارض الدولية وتبادل استضافة الدول الأجنبية وتبادل الخبرات معها.

كما تضمنت المحاور استقدام الخبراء الأجانب في مجال التصميم وإنتاج السجاد والكليم اليدوي، والتواصل مع أكاديميات التصميم في الدول الرائدة في مجال تصميم السجاد والكليم اليدوي وتبادل الخبرات.

وفيما يتعلق بمبادرة طريقك أمان للعاملين في مجال خدمات التوصيل والمقدر عددهم حاليا بنحو 6 ملايين شاب وفتاة، لفتت صابرين إلى أن الوزارة تتعاون مع عدد من الشركاء من الشركات العاملة في قطاع خدمات التوصيل، التي ستقدم ايضا دورات تدريبية لهم علي أفضل آليات الحماية المهنية والسلامة الشخصية والوقاية من الحوادث، وتقديم تمويل ميسر لإقامة مشروعات صغيرة أو توفير وسائل انتقال لتيسير عملهم.