عبدالهادى: كوريا والصين والسعودية والإمارات أبرز الدول الموردة للبولى إيثيلين
تجه مصنّعو البلاستيك لاستيراد الخامات ومستلزمات الإنتاج من دول الخليج، بعيداً عن توترات نقص الطاقة وارتفاع معدلات التضخم فى أوروبا، بجانب قطع إمدادات الغاز الروسى عنها من خط «نورد ستريم» الذى نقل نحو %35 من إجمالى واردات أوروبا من الغاز الروسى العام الماضى.
قال نادر عبدالهادى، عضو مجلس إدارة شعبة البلاستيك بغرفة الإسكندرية التجارية، إن أزمة الطاقة فى أوروبا تتفاقم مع قيام روسيا بالحد من صادرات الغاز الطبيعى لأوروبا، ولن تتأثر صناعة البلاستيك محلياً جراء تلك الأزمة إلا بشكل ضعيف غير ملموس.
أضاف لـ «البورصة»، أن معظم المصنّعين والمستوردين اتجهوا إلى أسواق بديلة لتوفير الخامات، فمع ارتفاع التضخم وأسعار الغاز ارتفعت بالتبعية أسعار المواد الخام اللازمة للصناعة، موضحا أن كوريا والصين والسعودية والإمارات من أبرز الدول التى اتجه اليها المصنعون لسد حاجاتهم من الخامات، مثل البولى إيثيلين بجميع أنواعه.
وأشار إلى أن فرنسا أعلنت العودة لتشغيل المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة كبديل للغاز لتشغيل مصانعهم، ومن المتوقع عودة كثير من الدول الأوروبية للمفاعلات، جراء تلك الأزمة التى حلت عليهم جراء نقص الطاقة.
ودعت وكالة الطاقة الدولية (IEA) الدول الأوروبية التى لديها محطات للطاقة النووية إلى إعادة النظر فى أى عمليات إغلاق مخططة لتقليل اعتمادها على الغاز الروسى لتوليد الكهرباء.
ولفت عبد الهادى إلى أن الأزمة التى تقف أمام صناعة البلاستيك هى ندرة الخامات وعدم توافر السيولة الدولارية، قائلا: «نأمل أن يتخطى البنك المركزى المصرى بتشكيله الجديد هذه الأزمة وأن تكون هناك حلول عملية خارج الصندوق».
وأكد أن قرارات وزارة المالية مؤخراً بالإفراج عن أى شحنات أنهت الإجراءات الجمركية وتنتظر «نموذج 4»، الذى سيسهم فى إعفاء المستوردين من الأعباء الإضافية لتخزين البضائع بالموانئ.
الفيشاوى: معظم الخامات ارتفعت أسعارها بعد الحرب الأوكرانية بنسب تفوق %25
وقال محمد الفيشاوى رئيس مجلس إدارة أحد المصانع العاملة فى قطاع البلاستيك بمنطقة الألف مصنع بالقاهرة الجديدة، إن صناعة البلاستيك تأثرت بالعديد من التغيرات التى طرأت، من الحرب الروسية الأوكرانية وندرة الخامات وتحريك سعر الصرف.
أضاف أن الحرب أثرت على سلاسل الإمداد وتداول ونقل الخامات ونقصها محليًا، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
أوضح الفيشاوى، أن حد روسيا من إمدادات الغاز لأوروبا، سيؤثر على إنتاج حقول البوليمر، بجانب احتياجهم الكبير للغاز كعنصر مساعد فى إنتاج البلاستيك، خصوصاً فى إنتاج بعض الخامات مثل بولى فينيل كلوريد أو PVC، وهو يستخدم فى صناعة الأنابيب والصفائح البلاستيكية وغيرها.
وأشار إلى أن دول الخليج مثل قطر والامارات والسعودية، أصبحت المصدر الأساسى فى الوقت الحالى لاستيراد الخامات، فى ظل نقص الإنتاج فى أوروبا.
ولفت إلى أن الأزمة الأوروبية قد تفيد صادرات قطاعات أخرى بخلاف البلاستيك، خصوصاً أن أكثر من %60 الخامات الأولية المستخدمة فى الصناعة مستوردة.
وذكر أن معظم الخامات ارتفعت أسعارها بعد الحرب الأوكرانية بنسب تفوق %25 مثل البولى إيثيلين والبولى بروبلين وPVC.
وقال مصطفى الركايبى، سكرتير جمعية مستثمرى مرغم بالإسكندرية، إن معظم الخامات المستوردة تأتى من السعودية، وبالتالى لن نتأثر بأزمة الطاقة فى أوروبا.
وتوقع ارتفاع أسعار الخامات فى دول الخليج، مع توجه الدول التى تأثرت من قطع روسيا لإمدادات الغاز لاستيراد خاماتها أيضاً من الخليج، مما يجعل هناك ضغط على الخامات وبالتالى ارتفاع أسعارها.
وأوضح أن أسعار الخامات ارتفعت بنسبة %20 مقارنة بفترة ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية، مثل بلاستيك البولى ايثيلين تيريفثاليت (PET) الذى بلغ 46 ألف جنيه للطن مقارنة بـ 32 ألف جنيه، والبولى بروبلين الذى يتراوح بين 34 37 ألف جنيه للطن مقارنة بـ 30 ألف جنيه.
وعزا الركايبى ارتفاع الأسعار إلى موردى الخامات لتعطيش السوق، ما أثر على المصانع الصغيرة بشكل كبير والمصانع المتوسطة بصورة أخف حدة، بينما المصانع الكبيرة القادرة على استيراد خاماتها بنفسها فكانت الأقل تأثراً بالأزمة.
وقال باسم حسين نائب رئيس مجلس إدارة شركة دلتا مصر للبلاستيك دلباك، إن هناك نقص فى قطع غيار المعدات من قبل موردى أوروبا فى الوقت الحالى.
أضاف أن الشركة طلبت قطع غيار لخطوط الانتاج من قبل مورديها فى أوروبا، وتم رفض الطلبيات لعدم توافر قطع الغيار المطلوبة.
وأوضح أن الشركة بدأت فى تصدير أول شحنة لها خلال الشهر الحالى، وتسعى لزيادة صادراتها بنهاية العام، إذ إن التوترات الاقتصادية فى أوروبا بسبب نقص إمدادات الغاز فرصة جيدة لزيادة الصادرات.