صلاح: الأزمة أدت إلى تباطؤ وتيرة التمويل ولكنه لم يتوقف
رصدت “البورصة” آراء عدد من مؤسسين و رؤساء الشركات الناشئة في مجال الشحن والنقل لمعرفة مدى انعكاس أزمة “كابيتر” على مستقبل الشركات الناشئة العاملة في مجال الشحن والنقل وعلى حجم التمويلات المستهدف جذبها خلال الفترة القادمة.
يأتي ذلك في ظل مواجهة الشركات الناشئة المصرية تحديات صعبة خلال العام الجاري أبرزها، ندرة التمويل نتيجة تراجع شهية مستثمري رأس المال المغامر، في ظل تسارع وتيرة التضخم ورفع أسعار الفائدة، جراء الحرب الروسية الاوكرانية.
وتصدرت أزمة شركة “كابيتر” للتجارة الإلكترونية المشهد خلال الشهر الحالى عقب تداول أنباء تُفيد بحصول الأخوين محمود وأحمد نوح مؤسسي الشركة على تمويلات تخص الشركة وهروبهما خارج البلاد، وتفجرت الأزمة بعد إعلان مجلس إدارة الشركة في بيان رسمي، عزل مؤسسي الشركة من منصبيهما التنفيذية.
قال أحمد صلاح، الرئيس التنفيذي لشركة “ذا شيبينج سبوت” المتخصصة في إدارة وحجز عمليات شحن البضائع، إنه من المتوقع أن تُسبب أزمة كابيتر قلق العديد من المستثمرين خاصة الدوليين من وضع الشركات الناشئة المصرية خلال الفترة القادمة، الأمر الذي يُصعب على الشركات الناشئة بالأخص التي تحصل على تمويل للمرة الأولى، موضحًا أن “الأزمة قد تُسبب تباطؤ وتيرة التمويل ولكنها لن توقفه على بحسب تقديره”.
وأضاف، أن أزمة “كابيتر” هي عبارة عن سوء إدارة من قبل مؤسسين الشركة وليست احتيالاً، مُشيرًا إلى أن الأموال التي تحصل عليها الشركات الناشئة لا تستطيع صرفها إلا تحت إشراف المستثمرين، كما أن العقود تحتوي على ضمانات تضعها شركات رأس المال المغامر لكي تتأكد أن الشركة الناشئة لن تستطيع استخدام هذه الأموال خارج النطاق المتفق عليه.
وذكر، أن الشركات الناشئة المعتمدة على التمويل من البنوك من المحتمل أن تكون أكبر المتضرري من أزمة “كابيتر” خاصة لأن البنك أكثر حرصًا في تمويل الشركات الناشئة مقارنة بشركات رأس مال المغامر والتي تتوقع فشل الشركة الناشئة بنسبة كبيرة.
وأوضح صلاح، أن مجال ريادة الأعمال في مصر شهد نموًا خلال العام الماضي ومطلع الحالي، إذ استطاعت العديد من الشركات الناشئة في مصر الحصول على تمويلات، نتيجة ثقة المستثمرين في مناخ الاستثمار في مصر بالإضافة إلى حجم السوق المصري، إلا أن الانكماش في الأسواق المالية وارتفاع تكاليف الاقتراض، سبب في تراجع شهية مستثمري رأس المال المغامر وجعلهم أكثر صرامة من حيث الشركات التي سيضخون الأموال فيها.
الضيف: لن تنعكس اللازمة سلبًا على تقييمات الشركات الناشئة في مصر بشكل عام
ويرى محمد الضيف، الرئيس التنفيذي لشركة “سبرنت” لخدمات الشحن السريع، أن التداعيات السلبية لأزمة لشركة “كابيتر” لن تنعكس سلبًا على تقييمات الشركات الناشئة في مصر بشكل عام، ولن تؤثر على الحصول الشركات علي تمويلات من قبل شركات رأس المال المغامر أو صناديق الاستثمار، خاصة لأن تلك الشركات تعلم أن 90% من الشركات الناشئة قد تتعرض للفشل ويحدث ذلك في العالم كله وليس في مصر فقط.
وأضاف، أن ما حدث في أزمة “كابيتر” يعد سوء تخطيط في ظل الأزمات الاقتصادية التي يُعاني منها العالم، مُشددًا على ضرورة حرص الشركات الناشئة على تقليل النفقات خاصة التي ليس لها تأثير على الأجل القريب، في ظل ارتفاع وتيرة التضخم وندرة التمويلات التي يُعاني منها مجال ريادة الأعمال في العالم كله وليس مصر فقط.
وتابع أن العديد من الشركات الناشئة تعتمد على استراتيجية تحقيق معدلات نمو كبيرة ومتسارعة غير مهتمة بتحقيق الربحية كما هو معروف فى صناعة الشركات الناشئة باسم “حرق الأسعار مقابل النمو” ، وذلك لجذب تمويلات جديدة تدعم نموها المتسارع، إلا أن صناديق الاستثمار لم تعد تقبل هذه الاستراتيجية، مشددًا على ضرورة تأكد الشركات الناشئة من خطط النمو على أساس حجم النقد المتاح لديها لا استنادًا على جولات التمويل المستهدفة”.
وعن تراجع تمويلات رأس المال المغامر محليًا بشكل كبير خلال النصف الثاني من العام الجاري خاصة الأشهر الممتدة بين شهر يونيو وأغسطس لـ 12 جولة تمويلية بقيمة إجمالية قدرها 68.7 مليون دولار، مقارنة بـ 11 جولة تمويلية بقيمة إجمالية تصل إلى 98.4 مليون دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي.
يأتي هذا التراجع بعد نشاط ملحوظ في النصف الأول من عام 2022، إذ تمكنت الشركات الناشئة في شهر مارس المنقضي فقط في 15 جولة تمويلية من جذب تمويلات لا تقل عن 87.2 مليون دولار.
نمير: نتوقع استمرار تراجع حجم تمويلات الشركات الناشئة واستمرار حالة الركود خلال الفترة المقبلة
توقع على نمير، مؤسس شركة “ترانسبورتر” المتخصصة فى شحن البضائع عن طريق الإنترنت، أن يستمر تراجع حجم التمويلات متأثرة بالتداعيات السلبية لأزمة “كابيتر” بالإضافة الى استمرار حالة الركود العالمية، موضحًا أن الشركة متخوفة في الفترة الحالية أن تؤثر أزمة “كابيتر” في حصولها على تمويلات من قبل المستمثرين.
وقال كريم عثمان، الرئيس التنفيذي لشركة “جلوبال شينز” للتجارة والنقل البري، إنه من المتوقع أن تشهد حجم التمويلات خلال الفترة القادمة تراجعًا بسبب الأزمة الاقتصادية التي يُعاني منها العالم، موضحًا أن أزمة كابيتر لن تؤثر على نظرة رؤوس الأموال المغامرة لتقييمات الشركات الناشئة وريادة الأعمال في مصر مؤكدًا أن المستثمرين على دراية بصعوبات التي تواجه الشركات الناشئة في الوقت الحالي ومن الطبيعي أن تتعرض بعض الشركات للفشل نتيجة التداعيات الاقتصادية التي يمر بها العالم.
وأفاد، أن العديد من الشركات الناشئة تُواجه أزمات كبيرة أكبر من أزمة شركة “كابيتر” الحالية، إلا أن التسليط الإعلامي لأزمة “كابيتر” وعدم توضيح مؤسسي الشركة عن سبب الأزمة ساهم في انتشار الشائعات، مؤكدًا أنه من الطبيعي أن تُعاني الشركات في الوقت الحالي من أزمات اقتصادية في ظل حالة الركود التي تُعاني منها الأسواق نتيجة ارتفاع معدلات التضخم.
وحول أبرز التحديات التي تواجه الشركات الناشئة وقطاع ريادة الأعمال فى مصر قال الرئيس التنفيذي لشركة “جلوبال شينز” للتجارة والنقل البري، إن مشكلة نقص تمويل تُمثل أكبر العقبات التي تواجه الشركات الناشئة خلال الوقت الحالي فى ظل الاضطرابات المالية التي تواجهها الأسواق بشكل عام نتيجة تخوف المستثمرين من وضع سوق وعدم استقرار قيمة الجنيه المصري.
وأضاف، أن القيود المفروضة على الواردات وتتمثل في قانون الاعتماد المستندي والذي سبب في توقف حركة الاستيراد بشكل كبير، وغيرها من مشكلات سلاسل التوريد، انعكس سلبًا على خطط نمو الشركات الناشئة العاملة في مجال الشحن والنقل، مما يجعل بعض رؤوس الأموال المغامرة التفكير قبل تكثيف مشاركتها في مصر.
وأشار إلى، أن قرار الاعتماد المستندي سبب أيضًا في ارتفاع أسعار قطع الغيار الأمر الذي مَثل عبء على الشركات الناشئة في مجال الشحن والنقل، موضحًا أن ارتفاع أسعار قطع الغيار سبب في ارتفاع تكلفة نوالين النقل البري بنسب تتراوح بين 20% لـ 40%، فضلًا عن ارتفاع أسعار المحروقات عالميًا التي يشهدها القطاع منذ مطلع العام الجاري بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي يُهدد مستقبل عدد من الشركات الناشئة.
وتابع، أن العديد من الشركات الناشئة في مصر تضطر لتوظيف أكثر من 1000 موظف في الوقت الذي ينبغي عليها تقليل النفقات، نتيجة نظرة شركات رأس مال المغامر والتي تربط كبر حجم الشركة وقوتها بكثرة موظفيها، وهو ماجعل الكثير من الشركات غير قادر على الصمود أمام حالة الركود والتي تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك تضطر البعض منها إلى تسريح الموظفين في حالة التعرض إلى ضائقة مالية.
وحول توقع رفع سعر الفائدة للمرة الرابعة بعد قرارمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، قال الرئيس التنفيذى للشركة “جلوبال شينز” للتجارة والنقل، إن الاتجاه لرفع الفائدة ينعكس سلبًا على أداء شركات الناشئة المعتمدة على الاستثمار المحلي أو التي تعتمد على تمويل البنوك نتيجة رفع تكلفة القروض مما يُزيد التكلفة عليها.
وأضاف، أن قرار رفع سعر الفائدة يؤثر بشكل سلبي على قطاع العقارات الأمر الذي يؤثر على نشاط الشركة التي تعتمد على شحن مواد البناء بصورة رئيسية، لذلك تتجه الشركة في الوقت الحالي إلى قطاعات أخرى مثل المواد الغذائية.
ويختلف معه فى الرأي الرئيس التنفيذي لشركة “سبرنت” لخدمات الشحن السريع محمد الضيف ، إذ يرى أن رفع سعر الفائدة لن ينعكس سلبًا على خطط الشركات الناشئة، بل أنه يساهم في استقرار المناخ الاقتصادي، لأنه يُساعد في معرفة قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار، مما يُمكن بفتح القيود المفروضة على الاستيراد، وهو ما تحتاجه الشركات الناشئة خلال الوقت الراهن.
وطالب الضيف، بضرورة دعم الشركات الناشئة المصرية من خلال التوسع في الاعفاءات الضريبية والرسوم بالإضافة إلى التشريعات القانونية، معطيًا مثال “الشركات الناشئة تدفع رسوم 10% للبريد المصرى مثل الشركات العاملة في القطاع منذ سنوات.