جولة لـ”البورصة”.. تراجع المبيعات وانكماش معروض الأجهزة المنزلية في “شارع عبد العزيز”

نقص ملحوظ في بعض منتجات العلامات الشهيرة.. واختفاء المستورد

يشكو شارع عبد العزيز بقلب القاهرة، السوق الأشهر للأجهزة المنزلية في مصر، وقبلة التجار والأفراد لشراء احتياجاتهم من مختلف الماركات، من غياب بعض منتجات العلامات التجارية الكبرى والتي تستحوذ على شهرة واسعة في السوق ويتم تصنيعها محليًا، كما تعاني السوق من ندرة في معروض العلامات المستوردة خلال الفترة الحالية.

ورغم أن هذه المنطقة كانت موردًا أساسيًا لمختلف منتجات الأجهزة المنزلية في السوق، إلا أن التجار يبحثون في المحافظات النائية عن بعض المنتجات التي اختفت من السوق حاليا وبأسعار أعلى بكثير من أسعارها المعلنة لدى الشركات، لتلبية احتياجات المستهلك.

وفى جولة أجرتها “البورصة” بشارع عبد العزيز، كشف التجار عن نقص فى بعض المنتجات، وكانت الشركات الأكثر شهرة ومبيعًا هي التي تعاني من اختفاء بعض المنتجات لديها في السوق، فيما كانت الشركات الأقل شهرة هي الأوفر حظًا بإتاحة منتجاتها في ظل وجود مخزون كبير لديها بالفعل في الأسواق.

رجب: أزمة الأسعار والمعروض ظهرت قبل شهر ومرشحة للاتساع

وقال محمود رجب، مدير مبيعات شركات أولاد سلامة للأجهزة المنزلية، إن السوق يعانى من نقص فى بعض الأجهزة والأدوات الكهربائية، منذ أكثر من شهر تقريبًا، فضلا عن ارتفاع أسعارها بشكل مستمر رغم عدم توافرها، وهو ما يعني اتساعها.

وأكد أن النقص فى بعض منتجات الشركات المشهورة التى تستحوذ على ثقة شريحة كبيرة من المستهلكين، ويبحثون عن منتجاتها، لحسن السمعة والجودة.

وتابع: “المستهلك عندما لا يجد بعض المنتجات لدى معرض، يتركه ويبحث عن آخر لتلبية كافة احتياجاته من مكان واحد، وهذا الأمر يدفع التجار للبحث عن المنتجات التي تعاني من نقص في السوق وشرائها حتى لو بسعر أعلى، حتى لا تخسر الزبائن وتتوقف حركة الطلب “.

أضاف رجب أن سعر الثلاجة 18 قدم شارب وصل لـ 11.2 ألف جنيه داخل الشركة المصنعة، لكنها غير متوفرة، وعند البحث عنها خارج الشركة نجدها بـ 14 ألف جنيه، بينما ثلاجة شارب 565 لتر – 19.9 قدم ديجيتال فريزر سفلى تباع بسعر 21.9 ألف جنيه، لكن سعرها حاليا في السوق 25 ألف جنيه، قائلاً :” لدي 3 زبائن فى احتياج لهذه الثلاجة وهي غير متوافرة فى الشركة”.

وكشف أن أسعار ثلاجات شارب وتورنادو ارتفعت بنسبة 13 ـ 15% خلال شهرين فقط، في ظل نقص المعروض ، وبحث العملاء عنها.

أما ثلاجات «بيكو» فارتفعت أسعارها بنسبة 19% خلال شهر فقط، إذ إن سعر ثلاجة بيكو 455 لترا 16 قدم وصل لـ 14 ألف جنيه مقابل 11.2 ألف جنيه خلال الشهر الماضي، كما ارتفع سعر ثلاجة بيكو 500 لتر – 18 قدم إلى 16.7 ألف جنيه، بدلا من 14.2 ألف جنيه.

مبروك: تجار الأجهزة المنزلية لجأوا إلى المحافظات النائية لسحب المخزون

وقال المهندس حسن مبروك رئيس شعبة الأجهزة المنزلية بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إن السوق تعاني من انخفاض المعروض من البضائع خلال الشهرين الأخيرين، بالتزامن مع ندرة الخامات التي تسببت في توقف بعض خطوط الإنتاج لدى شركات كبرى.

وأوضح أن عددا من التجار لجأوا إلى المحافظات النائية والتي مازال لديها مخزون قديم من السلع لشراء بعض المنتجات غير المتوافرة حاليًا في الأسواق الرئيسة للأجهزة في العاصمة وعلى رأسها شارع عبد العزيز.

أشار مبروك، إلى أن الفترة الأخيرة عانت فيها الأسواق من توقف حركة استيراد الخامات ومستلزمات الإنتاج، مشددًا على أهمية الإفراج السريع عن كافة مستلزمات الإنتاج من الموانئ بتقديم ضمانة من الشركات أنها ستسدد كافة التزاماتها حال توفير الدولار لها من قبل البنوك.

أضاف أن الشركات المنتجة لديها خامات ومستلزمات إنتاج في الموانئ وعليها غرامات وأرضيات يدفع جزء منها لخطوط الملاحة الأجنبية، كما تُسدد هذه القيم بالدولار، ويشترط أن تكون المبالغ من النقد الأجنبي حصيلة تصدير في حين أن نسبة كبيرة من الشركات لا تُصدر مما يجعل منتجاتها مكدسة في الموانئ لفترات طويلة.

أوضح مبروك، أن الأسواق مازالت تعتمد على المخزون القديم من الأجهزة المنزلية، وما يباع لا يتم تعويضه بإنتاج جديد حاليًا مما يزيد الضغط على ارتفاع أسعار المنتجات في السوق.

وشدد على أهمية إزالة الغرامات على البضائع الموجودة في الموانئ حاليًا، إذ تم تحميل الخامات ومستلزمات الإنتاج في الموانئ غرامات تأخير وأرضيات بأكثر من سعر المنتج نفسه.

وقال محمد الفرماوى، مدير شركة أجهزة كهربائية، إن المستهلك أصبح غير قادر على استيعاب الأسعار التى باتت متغيرة كل يوم، مما أربك حركة السوق، كما ضغط على السيولة لدى الشركات التجارية.

وكشف عن ارتفاع سعر ثلاجة توشيبا 14 قدم 2 باب إلى 9.8 ألف جنيه، مقابل 8.5 ألف جنيه خلال أقل من شهر.

ورغم نقص بعض المنتجات والأجهزة الكهربائية الأساسية ،إلا أنه عند طلبها من الشركة الأم تعطي مهلة 15 يوما لحين تسليمها، بسبب ندرة المعروض منها في ظل نقص الخامات.

ولفت إلى أن الشركة تلجأ إلى إقرار عروض وخصومات تصل إلى 5% على بعض المنتجات، لتحريك المبيعات مع الارتفاعات السريعة في أسعار المنتجات.

أشار الفرماوي، إلى أن أكثر الشركات مبيعًا هي توشيبا، وسامسونج، و إل جى، فيما يتوجه بعض المستهلكين الأقل دخلا للبحث عن أسعار أقل للأجهزة لدى شركات عطا وألاسكا و”أراستون” و”ألبا” و”جليم جاز” و”فرانكو”، وبعضها منتجات مستوردة لكن أسعارها منخفضة نوعًا ما.

وأوضح أن منتجات شركة “عطا” أسعارها منخفضة عكس الشركات الكبيرة والشهبرة، وتنتج أجهزة كهربائية مثل شاشة تلفزيون، ومروحة سقف وحائط وتكييف صحراوى.

ولفت إلى أن سعر مروحة «تورنادو» سقف يبلغ 550 جنيها، بينما مروحة “عطا” سقف تباع بسعر 380 جنيها.

ومروحة «تورنادو» عامود 1.1 الف جنيه، بينما مروحة “عطا” عامود بسعر 650 جنيها.

وارتفع سعر ثلاجة ألاسكا 12 قدم ليبلغ 6.5 ألف جنيه، مقابل 5.2 ألف جنيه، بينما ألاسكا فريزر 270 صندوق فتباع بسعر 5.5 ألف جنيه مقابل 4.2 ألف جنيه فى أقل من شهرين.

وقال حمدى فوزى، موزع معتمد لمنتجات «العربى»، إن بعض المنتجات بها نقص فى السوق بسبب نقص الخامات وتراجع الاستيراد، الأمر الذى أدى إلى تراجع إنتاج الشركات الكبيرة المنتجة محلياً، ولكى يتلاشى التجار هذه التأثيرات يتعاونون مع بعضهم البعض، إذ يلجأ التاجر للبحث عن المنتج لدى تاجر آخر حال طلبه المستهلك منه.

ومع تراجع المبيعات بنحو 40% مقارنة بالعام الماضى، وارتباك السوق من الارتفاعات المتتالية في الأسعار ، أغلقت بعض المحال لحين استقرار الأوضاع.

وقال محمد الشامى، موزع معتمد البحيرى، إن الزيادات التى شهدتها الأجهزة الكهربائية منذ بداية العام الحالي تجاوزت 20% مقارنة بالعام الماضى، وأدت إلى ضعف السوق مع تراجع القدرة الشرائية.

وقال أحمد فؤاد تاجر أجهزة منزلية، إن وقف الاستيراد خلال الفترة الأخيرة أسهم في نقص الأجهزة المنزلية في السوق، واختفاء المنتجات المستوردة، كما لجأ بعض التجار إلى تخزين البضائع ترقبًا لارتفاع أسعارها.

وأوضح أن العلامات التجارية الكبرى هي الأكثر تضررًا خلال الفترة الحالية، إذ لا يتناسب المعروض مع حجم الطلب عليها، مقابل المنتجات الأقل شهرة.

لفت فؤاد، إلى أن اعتماد صناعة الأجهزة المنزلية على استيراد كافة احتياجات السوق من المواتير يعتبر عنصرًا أساسيًا في الضغط على هذه الصناعة، وتسبب مع تضررها بشكل ملحوظ من تعثر حركة الاستيراد خلال الفترة الأخيرة.

هلال: القدرة المالية للتجار لا تتيح لهم تخزين البضائع

وقال أشرف هلال، رئيس شعبة الأدوات والأجهزة المنزلية بغرفة القاهرة التجارية، إن القدرة المالية للتجار لا تتيح لهم تخزين البضائع، فضلا عن تفضيلهم بيع المنتجات خوفًا من تغير الموديلات من عام لآخر، والحفاظ على فترة الضمان، وحاجتهم لتسديد مستحقات الشركات المنتجة.

وأوضح أن اعتماد الصناعة على مستلزمات الإنتاج المستوردة لعب دورًا أساسيًا في ندرة المعروض من الأجهزة المنزلية خلال الفترة الحالية، في ظل ضعف تدبير الدولار لاستيراد هذه الاحتياجات وتكدس مستلزمات الإنتاج في الموانئ.

ولفت إلى تضرر بعض المصانع وتوقف خطوط الإنتاج لديها، كما اختفت المنتجات المستوردة من السوق حاليًا، مشددًا على أهمية الإفراج عن البضائع ومستلزمات الإنتاج في الموانئ لمواصلة عجلة إنتاج المصانع.

وقال حاتم على، مسئول مبيعات بشركة أجهزة كهربائية وتكييفات صحراوية، أن الجالية السودانية ساعدت على انتعاش الحركة بشارع عبد العزيز خلال الفترة الأخيرة.

أضاف، أن بعض السودانيين يشترون الأجهزة المنخفضة الثمن ويصدرونها إلى السودان بغرض التجارة أو لاحتياجاتهم الشخصية هم وذويهم.
وأوضح، أن التكييف الصحراوى إجا 45 يباع بسعر 1250 جنيها، بينما تكييف صحراوي إجا 85 فيباع بسعر 2000 جنيه.

وقال محمد عواد، مسئول مبيعات بشركة كريستال للأدوات الكهربائية، إن الطلب زاد خلال الوقت الراهن على الدفايات الكهربائية مع اقتراب موسم الشتاء.

أضاف أن سعر دفاية «هالوجين» 3 شمعة 1200 وات بلغ 400 جنيه، ودفاية «هالوجين» كهربائية 2 شمعة 1200 وات بلغ 300 جنيه، ودفاية زيت 11 ريشة تباع بسعر 1.8 ألف جنيه.

وأوضح أن شاشة تلفزيون سمارت 65 بوصة «سامسونج» تباع بسعر 11.5 آلف جنيه، وشاشة «إل إي دي» 32 بوصة من «يونيون إير» تباع بـ 2.5 ألف جنيه.