رصد مليار درهم إماراتى متاحة لتنفيذ صفقات
السوق المصرى يتمتع بفرص استثمارية واعدة وقاعدة استهلاكية كبيرة
تدرس مجموعة أغذية الإماراتية فرصاً استثمارية جديدة بمصر والشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة.
وقال مبارك المنصورى، الرئيس التنفيذى للمجموعة، إنَّ السوق المصرى قطاع جاذب للاستثمار، ويتمتع بفرص استثمارية واعدة، خاصة أنه يضم قاعدة مستهلكين تتخطى 100 مليون مواطن.
وأضاف، فى مقابلة مع «البورصة»، أن الشركة لديها رصيد نقدى يسمح بتنفيذ العديد من الاستحواذات، خلال الفترة المقبلة؛ حيث بلغ نحو 1.1 مليار درهم إماراتى، مع قدرتها على اقتراض حتى 1.5 مليار درهم إماراتى؛ حيث يصل صافى الدين إلى الأرباح نحو 2.4 مرة بنهاية النصف الأول من العام الجارى.
وأوضح أن استراتيجية الاستحواذ للمجموعة تعتمد على دراسة الفرص المتاحة للاستحواذ وليس بناءً على الأسواق، والمجموعة لديها عدد من المعايير فى الشركات التى تستهدف الاستحواذ عليها؛ أبرزها قوة العلامة التجارية، والكثافة السكانية للدولة المستهدف دخولها، فضلاً عن فرص النمو المستقبلية.
ومع تغير السلوك الاستهلاكى للأفراد حول العالم، بات اختيار الفرص مدروساً وذلك لتلبية الاحتياجات المختلفة والمتغيرة للجمهور المستهدف، وفقاً لـ«المنصورى».
تابع، أن الشركة تركز بشكل خاص على قطاع الأغذية المجمدة، وقطاع الوجبات الخفيفة الصحية، كما أنَّ «أغذية» استحوذت على «الفوعة» التى تعد أكبر منتجى التمور حول العالم؛ حيث يتم تصدير منتجاتها إلى 45 دولة حول العالم.
ونفذت المجموعة بالفعل عدداً من الاستحواذات فى عام 2021 بلغت قيمتها أكثر من 2.3 مليار درهم إماراتى، وقامت مؤخراً بالاستحواذ على حصة تبلغ نحو 60% من أبوعوف المصرية.
وتابع، أن استراتيجية الشركة خلال المتبقى من 2022 ترتكز على تكامل وتعزيز أعمال الشركات التابعة للمجموعة، لافتاً إلى أن الشركة تسعى إلى وضع خطط نفقات رأسمالية صغيرة لتعزيز أعمالها.
وأكد أن التركيز على تحسين مستوى التكامل بين أعمال شركات المجموعة سيحقق أفضل عوائد ممكنة فى المرحلة الحالية، لتعزيز تواجد منتجات أغذية فى الأسواق الموجودة بها، لافتاً إلى أن المجموعة تعمل على تكامل الأنشطة بين «أطياب»، و«نبيل» العاملتين فى قطاع اللحوم المجمدة.
وتابع، أن «أغذية» تقوم بتصدير منتجاتها إلى أكثر من 45 دولة منها: السعودية، وليبيا، والإمارات خاصة منتجات أبوعوف، والتى قامت مؤخراً بافتتاح 4 فروع جديدة لها فى الإمارات، إذ يمثل التصدير جزءاً رئيسياً من استراتيجية المجموعة، سواء على مستوى مصر أو الدول الأخرى.
وأوضح، أن «أطياب» تعد من الرواد من حيث الحصة السوقية فى قطاع الأغذية البروتينية المجمدة فى السوق المصرى، وتستهدف المجموعة العمل على زيادة تلك الحصة، خلال الفترة المقبلة، من خلال التركيز على السوق المصرى إلى جانب التصدير.
وفى سبتمبر 2019، استحوذت مجموعة أغذية الإماراتية على 75% من شركة الإسماعيلية للاستثمار الزراعى (أطياب) العاملة فى مجال إنتاج اللحوم والدواجن المجمدة فى مصر.
وحول التحديات التى يراها فى السوق المصرى، أوضح «المنصورى»، أن المجموعة لديها خبرة جيدة فى السوق المصرى، والتحديات التى واجهتها «أغذية» مماثلة للتحديات فى كل الاقتصادات حول العالم، وتتمثل فى التضخم، وتغير تفضيلات المستهلكين، وحالة عدم اليقين تجاه مستقبل أسعار السلع الغذائية.
وأكد أن المجموعة قادرة على التعامل مع التحديات وتضع الاستراتيجيات المناسبة للتعامل معها.
وأضاف: «تنطوى مصر برأينا على إمكانات هائلة وسوق استهلاكى كبير، وتعكس عمليات الاستحواذ التى قمنا بها فى مصر حتى اليوم إمكانات توسعية هائلة وفرص مهمة لترسيخ حضورنا فى الدولة».
وحول تأثير اضطراب سلاسل الإمداد والتوريد على أعمال المجموعة، قال الرئيس التنفيذى للمجموعة، إنَّ تنوع المحفظة الاستثمارية سبب رئيسى فى مواجهة تلك التحديات، خاصة مواجهة الضغوط التى يشهدها قطاع الأعمال الزراعية من خلال التركيز على تطوير عروضنا الاستهلاكية.
وتابع، أن «أغذية» تدير عملياتها اللوجيستية بمرونة تسمح لها بمواجهة التضخم الناجم عن ارتفاع تكلفة الإنتاج، فيما قامت بالتأمين ضد التحديات الجيوسياسية الأخيرة بتوسيع نطاق تغطيتها لضمان تحصين الأعمال ضد أى تقلبات.
وأشار إلى أن أولوية المجموعة هو توفير الموارد لمواصلة الإنتاج؛ حيث يعود جزء كبير من نجاح المجموعة العام الماضى إلى جهود فريق سلسلة التوريد والتدابير التى اتخذناها لتحسين التكاليف والقدرات.
وذكر أن المجموعة تلجأ عادة إلى المبادرات العالمية لتوفير الموارد خاصة القمح من بلدان أخرى كالهند، لمكافحة الاعتماد المفرط على سواق واحد، تحسباً لأى تأثر بظروف الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكداً أن المجموعة لديها مخزون استراتيجى لبقية العام.
وذكر «المنصورى»، أن التحدى الرئيسى أمام المجموعة هو توفير المنتج فى الأسواق باستمرار أمام الجمهور، وتعزيز تواجدها فى الـ45 دولة التى تتواجد فيها منتجاتها.
وتنقسم أعمال المجموعة إلى 4 قطاعات رئيسية هى الأغذية المجمدة والمبردة، والوجبات الخفيفة، بالإضافة إلى قطاع الأعمال الاستهلاكية وقطاع الأعمال الزراعية.
وحققت الشركة صافى إيرادات عن النصف الأول من عام 2022 وصلت إلى 2 مليار درهم إماراتى.
وبلغت إيرادات قسم اللحوم والأغذية المبردة والمجمدة 570 مليون درهم إماراتى؛ حيث ساهمت عمليات الاستحواذ الاستراتيجى على شركتين متخصصتين فى إنتاج اللحوم فى الأردن ومصر العام الماضى بإضافة 493 مليون درهم.
وسجّلت الشركتان نمواً فى المبيعات بمعدل خانتين، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى، مدفوعاً بزيادة حجم وأسعار المبيعات.
كما بلغت إيرادات قسم الوجبات الخفيفة 417 مليون درهم، فيما بلغت إيرادات قسم المياه والمشروبات والمنتجات الغذائية الأخرى 475 مليون درهم إماراتى.