مصانع سيراميك ترفع الأسعار وأخرى تتأنّى.. ومصانع الطوب تنتظر الاستقرار
تباين رد فعل شركات مواد البناء على قرار البنك المركزي بتحرير سعر صرف الجنيه الخميس الماضى، بين بدء رفع أسعار المنتجات وبين التأنّى لحين دراسة تأثير القرار على السوق واستقرار سعر الجنيه ثم احتساب الزيادة في تكاليف الإنتاج.
قال بهاء عبدالمجيد، رئيس شركة سيرامكا آرت، إنه سوف يعلن الزيادات الجديدة في أسعار المنتجات خلال يومين بعد احتساب الارتفاعات في تكاليف الإنتاج، وأنه يُفضّل التأنّي واتخاذ خطوات متأخرة في هذا الشأن.
وأضاف لـ “البورصة”، أن الزيادة في تكاليف الإنتاج ناتجة عن ارتفاع تكلفة الغاز الطبيعي بعد تحرير سعر صرف الجنيه، حيث تحصل عليه مصانع السيراميك بسعر 4.75 دولار للمليون وحدة حرارية.
وتابع: “كما سيوجد ارتفاعات في أسعار بعض مكوّنات الإنتاج المستوردة مثل قطع الغيار الخاصة بخطوط الإنتاج والجليز والصوديوم وخلافه وبعض المكوّنات المنتجة محليًا تستورد خاماتها من الخارج، أي زيادة في التكلفة بشكل غير مباشر”.
عيّاد: زيادة أسعار مصانع “درفلة الحديد” ستكون مماثلة لنسبة صعود الدولار
وأعلن البنك المركزى الخميس الماضي، التحول لسعر الصرف المرن، لتعكس قوى العرض والطلب قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية الأخرى، ما رفع سعر الدولار من 19.77 جنيه إلى أكثر من 23 جنيها.
وأشار عبد المجيد إلى أنه يُفضّل إعادة احتساب التكاليف بشكل شهري بدلًا من النظر فيها أسبوعيًا لعدم حدوث ارتباك في السوق.
ورفعت شركة سيراميكا كليوباترا أسعار منتجاتها أمس، بنسبة 10% للديكور قطعي و12.5% لـ “الصحي ووايت فل” و25% لـ “اكسسوارات الصحى”.
وبحسب خطاب من الشركة لوكلائها واطلعت عليه “البورصة” فإن ” سيراميكا كليوباترا” رفعت الأسعار بقيمة 5 جنيهات قطعي لكل متر سيراميك، و15 جنيها قطعي على كل متر بورسلين.
وعزت شركة سيراميكا كليوباترا تلك الزيادة إلى تأثير تحرير سعر صرف الجنيه على تكاليف الإنتاج المباشرة وغير المباشرة، والذى أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار الطاقة والنولون وأسعار الخامات الأولية المستوردة والمحلية.
وقال ونيس عيّاد، رئيس شركة ميتاد حلوان لدرفلة المعادن، إن نسبة الزيادة فى أسعار منتجات الحديد بمصانع الدرفلة سوف تكون بنفس نسبة الزيادة في سعر الدولار مقابل الجنيه.
وأضاف لـ “البورصة” أن مصانع الدرفلة تستورد البليت الذى يمثل 89% من إجمالي تكاليف إنتاج المنتج النهائي.
وأشار إلى أن الزيادة في أسعار الغاز الطبيعي نتيجة تحرير سعر الصرف ليست عامل مؤثر بشكل كبير على منتجات مصانع الدرفلة.
حمزة: زيادة الطلب العامل الأبرز في تحديد مدى ربحية أو خسارة شركات الأسمنت
وذكر أن الزيادات في أسعار الحديد سوف تظهر فى السوق خلال الساعات المقبلة، عقب بدء الإفراج عن خامات المصانع من الموانيء.
وقالت ريهان حمزة، محلل قطاع الصناعة بشركة الأهلى فاروس لتداول الأوراق المالية، إن ربحية أو خسارة شركات الأسمنت فى ظل احتمالية ارتفاع التكاليف الناتج عن تحرير سعر صرف الجنيه، مرتبط بمدى تقبّل السوق للأسعار الجديدة وزيادة الطلب من المستهلكين.
وأضافت لـ “البورصة”، أن اتجاه الطلب على الأسمنت غير واضح فى الفترة الحالية وما إذا كان المستهلكين سوف يتجهون للبناء أم أن احتمالة زيادة الأسعار ونقص السيولة جراء رفع أسعار الفائدة سوف يؤجلان قرار المستهلكين بالمُضيّ قُدُمًا في عمليات البناء.
وأوضحت أن الفحم الذي يعد المصدر الرئيسي للطاقة بمصانع الأسمنت سوف يرتفع سعره نتيجة ارتفاع سعر الدولار، نظرًا لكونه مستورد بشكل كامل وارتفعت أسعاره عالميًا الفترة المقبلة.
ورفعت الحكومة أسعار الغاز الطبيعي لمصانع الأسمنت خلال الشهر الجاري، إلى 12 دولار للمليون وحدة حرارية، إلا أن مُصنّعين قللوا من تداعيات القرار في ظل تنوّع مصادر الطاقة بالمصانع واستخدام عدد محدود منها للغاز الطبيعي.
وقالت حمزة إن تأثر قطاع الحديد في مصر بتحرير سعر صرف الجنيه، سوف يتوقف على تكاليف إنتاج كل مصنع، حيث تستورد مصانع البليت بشكل كامل من الخارج بنسبة تصل إلى نحو 90% من تكاليف الإنتاج.
وأضافت أن مصانع الدورة المتكاملة تستورد معظم مكوّنات إنتاجها من الخارج، فعلى الرغم من تصنيعها البليت محليًا إلا أنها تستورد الخامات المتمثلة في مكورّات الحديد وجزء من خردة الحديد من الخارج.
وأشارت إلى أن مصانع الدورة المتكاملة تستخدم الغاز بشكل كبير، وبالتالى فأن ارتفاع سعر الدولار سوف يزيد من تكلفة الغاز الطبيعى المورّد لها.
ولفتت إلى أن تراجع أسعار الحديد والخامات المرتبطة به عالميًا قد يعوض ولو جزء بسيط من ارتفاع تكاليف الإنتاج على المستوى المحلى.
وقال علي سنجر، رئيس شعبة الطوب الطفلي بغرفة مواد البناء باتحاد الصناعات، إن مصانع القطاع تنتظر استقرار سعر الدولار واحتساب الزيادات فى تكاليف الإنتاج، ثم تعيد تقييم أسعار المنتجات.
وأضاف أن قطع الغيار الخاصة بالماكينات وخطوط الإنتاج مستوردة من الخارج، بالإضافة إلى الزيوت والشحوم الخاصة بالآلات والمعدات.