قال المصرفيون، قبل قمة الأمم المتحدة “كوب 27” المنعدة حاليا في شرم الشيخ، إن النمو السريع للتمويل الأخضر وبدء تداول ائتمان الكربون من قبل البورصة المحلية يحولان هونج كونج إلى مركز تمويل مستدام رائد في آسيا.
تعهدت هونج كونج بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وقد أصدرت الحكومة خلال الأعوام القليلة الماضية سندات خضراء بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي اعتباراً من أغسطس، وذلك كجزء من جهودها لتحقيق هذا الهدف.
يذكر أن السند الأخضر هو أداة مالية ذات عائد ثابت مصممة لدعم المشاريع ذات الفوائد البيئية، مثل الطاقة النظيفة أو معالجة المياه.
قال ري جونج هو، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة “ميراي أسيت جلوبال إنفيستمنتس”، إن “حكومة هونج كونج تعد جهة إصدار رائدة في مجال السندات الخضراء لبناء منحنى العائد الأخضر، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة تطوير هونج كونغ كمركز تمويل أخضر عالمياً”.
اجتذبت هونج كونج عدداً كبيراً من المؤسسات في البر الرئيسي والخارجي مثل البنوك متعددة الأطراف لإصدار سندات خضراء.
قال رئيس الائتمان لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك “كريدي أجريكول للشركات والاستثمار”، آلان روش : “هونج كونج هي المكان المفضل للمستثمرين الذين يسعون إلى التنويع، كما أنها تعد مركز مالي مستدام في آسيا بجانب كونها مركز خارجي رائد لليوان”.
وقال روش إن العام الماضي كان عاماً قياسياً لإصدار سندات السندات الاستدامة ديم سوم، والتي بلغت 29.5 مليار دولار، علماً بأن سندات ديم سوم هي سندات مقومة باليوان تصدر خارج الصين، خاصة في هونج كونج.
وأوضح أن حوالي 20% من سندات ديم سوم الصادرة في هونج كونج خلال العام الماضي صدرت بسمات خضراء.
وأصدرت مقاطعة هاينان الواقعة في أقصى الجنوب في البر الرئيسي للصين الدفعة الأولى من سندات الاستدامة ديم سوم بقيمة 5 مليارات يوان في هونج كونج مؤخراً، وكان بنك “كريدي أجريكول” مديراً رئيسياً مشتركاً ومديراً مشتركاً للصفقة.
من المقرر أن تحتاج الصين إلى جمع حوالي 140 تريليون يوان “أي ما يعادل 19.31 تريليون دولار أمريكي” من السندات الخضراء وغيرها من أدوات التمويل الصديقة للبيئة لتصبح محايدة للكربون بحلول عام 2060، وفقًا لتقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي والشركة الاستشارية “أوليفر ويمان” في يوليو.
وذكر التقرير أن هذا يعني أنها بحاجة إلى سد فجوة تمويل قدرها 1.1 تريليون يوان سنوياً بين عامي 2020 و 2060 في تمويل التقنيات المبتكرة الخضراء في جميع القطاعات بما في ذلك الكهرباء والصلب والنقل والبناء.
قال رئيس الاستثمارات لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في “ستيت ستريت جلوبال أدفايزور”، كيفين أندرسون: “مع موقعها الفريد كمركز مالي عالمي داخل الصين، يجب أن تلعب هونج كونج دورًا محوريًا في الابتكار في مجال التمويل المستدام لتمكين المزيد من التكيف في البر الرئيسي”.
وأضاف أندرسون: “هناك فرصة لهونج كونج للعب دور رائد في هذا النظام البيئي كمركز مالي بارز لإصدار السندات الخضراء والاجتماعية والاستدامة”.
قال الرئيس المشارك لمجموعة صناديق الاستثمار العالمية في شركة محاماة دولية “سيدلي أوستن”، إيفي فاسيلوبولوس، إن حكومة هونج كونج تعمل على تطوير صناعة التمويل الأخضر والبنية التحتية الحيوية والجهاز التنظيمي الذي يدعم ذلك لنحو عقد زمني”.
وأوضحت أن “الجينات الوراثية لهونج كونج تشمل الاستمرار في التركيز على أهداف السياسة الرئيسية، وكان هذا أحد المجالات الرئيسية التي يوجد فيها قدر كبير من التصميم على النجاح”.