التركز الائتمانى والتأثير المجمع للمخاطر النظامية نقاط الضعف الوحيدة فى السيناريو الأكثر حدة
توقع البنك المركزى أن يظل القطاع المصرفى على نفس المستوى المرتفع من القوة والصلابة المالية والقدرة على مواجهة الأزمات، مع استمرار توفيره للتمويل لمختلف القطاعات الاقتصادية.
وكشف أن نتائج اختبارات الضغط التى أجراها على القطاع المصرفى، أظهرت أن كافة الاختبارات المرتبطة بمخاطر الملاءة المالية أثبتت قدرة القطاع على استيعاب الخسائر الناتجة عن الصدمات بكل من السيناريو الأساسى ومتوسط الحدة، وكذلك السيناريو الأكثر حدة حيث جاءت نسبة كفاية رأس المال عند 12.5% وهى أعلى من المستوى المطلوب لكفاية رأس المال فى متطلبات بازل عند 10.5%، وكذلك تعرضه لمستوى منخفض من المخاطر باستثناء مخاطر التركز الائتمانى فى محفظة الشركات، إذ ظهرت بمستوى متوسط فى السيناريو الأكثر حدة وكذلك التأثير المجمع للمخاطر النظامية في إطار سيناريو المخاطر الاقتصادية والمالية الكلية والذى ظهر بمستوى مرتفع فى السيناريو الأكثر حدة.
أضاف فى تقرير الاستقرار المالى أن القطاع استطاع فى الفترة الماضية مواجهة العديد من التحديات والتعامل معها بكفاءة، كما استمر فى تحقيق مؤشرات مالية جيدة مع الإدارة الكفء لكل أنواع المخاطر، بفضل التهيئة المستمرة للقطاع من خلال بناء القواعد الرأسمالية وتدعيمها بصورة مستمرة، مع الاحتفاظ بمستويات مرتفعة من السيولة، فضلا عن جهود البنك المركزى للحفاظ على سلامة واستقرار القطاع من خلال الإدارة الرشيدة والرقابة المستمرة وتطبيق الممارسات الدولية فى إدارة المخاطر، واتخاذ ما يلزم من إجراءات استباقية للحد من الآثار السلبية التى قد تسببها الأزمات.
وتعد اختبارات الضغوط أحد الاختبارات التحليلية الهامة للسياسة الاحترازية الكلية والجزئية ويتم استخدامها كأحد أدوات الإنذار المبكر لتحديد نقاط الضعف فى الأنظمة المالية، وعلى مستوى الكلى فالنظام المالى الكلى والجزئى، وما قد ينتج عنها من مخاطر نظامية تؤثر على الاستقرار، المالى فى ظل افتراض ظروف استثنائية معاكسة ذات احتمالية حدوث منخفضة.

وتم تطبيق اختبارات الضغوط الكلية على القطاع المصرفى فى اطار 3 سيناريوهات متدرجة من حيث حدة التأثير، وتقيس اختبارات الضغوط مدى تأثر الملاءة المالية والسيولة بالعملات المحلية والأجنبية للقطاع بالمخاطر النظامية.
كما أظهرت نتائج اختبارات الضغوط تعرض القطاع لمستوى متوسط من مخاطر السيولة، لكن نسبة تغطية السيولة ما زالت أعلى من الحد الأدنى المقرر والذى يبلغ 100% وفقا للجنة بازل، كما نتج عن تطبيق اختبار الضغط الخاص بالتدفقات النقدية مستوى مخاطر منخفض، حيث استطاعت الأصول السائلة لأكبر 5 بنوك على مستوى القطاع بشكل فردى تغطية الفجوات السالبة الجارية والتراكمية بنسبة 100%.
ما اختبارات الضغط للعملة الأجنبية التى تعرض لها البنوك وكيف كان أداؤها؟
تم افتراض حدوث ضغط على قيمة العملة المحلية بسبب تراجع موارد النقد الأجنبى ليتم تقييم تأثير الانخفاض فى قيمة العملة المحلية، على صافى المراكز المفتوحة بالعملات الأجنبية وهى الفارق بين الأصول والالتزامات بالعملات الأجنبية.
وكان سعر العملة فى السيناريو الأساسى مقرر أن ينخفض 25% وفى السيناريو المتوسط 50% وفى السيناريو الأكثر حدة 75%.
وجاءت مخاطر السيولة بالعملتين المحلية والأجنبية متوسطة فى السيناريو متوسط المخاطر والسيناريو الأكثر حدة، فيما كان التأثير غير المباشر على جودة محفظة القروض منخفض فى السيناريوهات الثلاثة.
ماذا قد يحدث حال تعثر أحد البنوك؟
تنشأ مخاطر انتقال العدوى نتيجة العلاقات التى تربط البنوك فى سوق الإنتربنك، وتمثل صافى التعرضات لكل بنك مع البنوك الأخرى مؤشر على مدى قوة الارتباط بين البنوك وهو يساوى صافى المستحق على البنك للبنوك الأخرى البنوك من حسابات جارية، وودائع، وقروض.
وبحسب اختبارات الضغط التى اعتمدت على سيناريوهين الأول، افتراض اخفاق عدد من البنوك،، بخلاف البنوك ذات الأهمية النظامية محليا، عن سداد التزاماتها بالعملة المحلية وقياس مدى تأثير ذلك على الملاءة المالية للقطاع المصرفى، والسيناريو الآخر قدر اخفاق كل بنك من البنوك ذات الأهمية النظامية على حده وقياس أثر ذلك على الملاءة المالية للبنوك، وجاءت النتيجة أن المخاطر منخفضة.
ما أكثر القطاعات الاقتصادية تأثرًا بالأزمات فى حالة السيناريو الأكثر حدة؟
يعد قطاعى المعلومات والاتصالات وصناعة وتجارة الأسلحة الأقل تعرضًا للمخاطر، فيما كان التعرض متوسط فى قطاعات البترول والغاز الطبيعى والبتروكيماويات والتشييد والبناء، والأغذية والمشروبات والتبغ، والوساطة المالية والتأمين، وصناعة وتجارة الصابون والمعطرات، وإمدادات الكهرباء، والزراعة واستغلال الغابات، وصناعة وتجارة الورق، وصناعة وتجارة الأدوية، والأنشطة العلمية والثقافية والتعليم.
فيكا كانت القطاعات الأكثر تعرضًا هى المركبات والأسمدة وصناعة وتجارة الأجهزة الكهربائية والمنزلية والغزل والنسيج ومواد البناء، وصناعة وتجارة المعادن والسياحة والنقل والطيران والحديد والصلب وصناعة وتجارة البلاستك وصناعة وتجارة المواد الكيماوية الأخرى.