«عبدالجليل»: كل المؤشرات تؤكد أن 2023 عام ركود
قال تجار، إنَّ سحب السيولة من الأسواق عن طريق توجه المستهلكين نحو الاستثمار فى شهادات الادخار التى أطلقها البنك الأهلى، وبنك مصر بعائد 25% سنوياً، بجانب الاستثمار فى الذهب، سيخفض مبيعات معظم المنتجات خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً فى ظل ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية المتمثلة فى الصناعات الغذائية.
قال فوزى عبدالجليل، رئيس شركة جليل للأدوات الصحية، إنَّ التسويق الجيد يسهم فى بيع 80% من المنتجات، لما له أهمية كبيرة فى نجاح واستمرار الشركات وإكسابها مكانة وثقة بين عملائها.
وأضاف لـ«البورصة»، أنه لا بد أن يكون لكل شركة موقع إلكترونى والتواجد على مواقع التواصل الاجتماعى، لجذب شريحة كبيرة من المستهلكين، وتوفير الوقت والجهد.
وأكد «عبدالجليل»، ضرورة حصر العملاء وإعداد قاعدة بيانات بهم فى كل شركة، كما يمكن التعاون مع الشركات الحكومية والقطاع الخاص وتقديم العديد من المزايا على السلع المعمرة والأدوات الصحية، ومنها التقسيط على الرواتب والشحن المجانى للمنتجات.
كما يمكن التعاون بين شركات الأدوات الصحية وبعض البنوك لإتاحة المنتجات بالتقسيط، وذلك بعد طرحها فى المنافذ المختلفة التى يتعاون معها البنك.
قال «عبدالجليل»، إنَّ كل المؤشرات الدولية والمحلية من تغيرات فى السياسات النقدية تدل على أن 2023 عام ركود على الأسواق.
وأضاف لـ«البورصة»، أن شهادات الـ25% التى طرحها بنكا مصر والأهلى المصرى ستسحب السيولة من الأسواق، وستجبر كثيراً من التجار على تجميد أموالهم ووضعها فى تلك الشهادات؛ نظراً إلى عائدها الجيد وعدم تحقيق أرباح تصل إلى تلك النسبة.
وكشفت دراسة جديدة شاملة للبنك الدولى، أن العالم قد يتجه نحو ركود اقتصادى فى 2023 وسلسلة من الأزمات المالية فى اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية ستُسبِّب لها ضرراً دائماً، وذلك مع قيام البنوك المركزية فى أنحاء العالم بزيادات متزامنة لأسعار الفائدة لمكافحة التضخم.
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن البنوك المركزية فى أنحاء العالم، أقدمت على رفع أسعار الفائدة هذا العام بدرجة من التزامن لم تحدث خلال العقود الخمسة الماضية، وهو اتجاه من المرجح أن يستمر العام المقبل.
وطالب «عبدالجليل»، التجار بالبحث عن آليات تسويق حديثه لتحريك المياه الراكدة؛ لأنه لو ظل التاجر ينتهج نفس الأسلوب فى البيع ستهبط مبيعاته، خصوصاً فى ظل التطور التكنولوجى لعملية التسويق.
وأشار إلى أن التاجر يجب أن يضع فى الاعتبار أن هامش الربح المرتفع لن يساعده على سرعة دوران رأس المال فى ظل ارتفاع معدلات التضخم، وفى القريب سينكمش رأس المال وتقل البضاعة.
وقال مصدر مسئول بإحدى شركات السيراميك، إنَّ تخوف العميل من الارتفاعات المتتالية فى أسعار المنتجات والبضائع، خصوصاً مواد التشطيب من دهانات وسيراميك وأدوات كهربائية وصحية، تضغط عليه بشراء منتجاته اليوم قبل الغد.
وأضاف أن المستهلك ليست لديه الثقة الكافية تجاه الأسعار الحالية فى ظل الاضطرابات والتغيرات العالمية التى أثرت على السوقين المحلى والعالمى.
وأوضح أن المستهلك بات يبحث عن الفنيين لكتابة الفواتير الخاصة بشراء المنتجات، ثم يشتريها ويحتفظ بها حتى يستعد لتركيبها خلال أشهر لتفادى ارتفاع الأسعار.
وتوقع زيادة الركود فى مبيعات السيراميك، خلال الفترة المقبلة، بعد طرح شهادات الـ25%، وتوقعات توجه المستهلكين للحفاظ على قيمة أموالهم بها من التضخم، ما يزيد من أعباء الشركات، وصعوبة عملية التسويق الفترة المقبلة.
«هلال»: العروض لن تُجدى مع ادخار الأموال فى الذهب والشهادات البنكية
وقال أشرف هلال، رئيس شعبة الأدوات الكهربائية والمنزلية بتجارية القاهرة، إنَّ سحب الأموال من الأسواق عن طريق إطلاق شهادات استثمارية ذات عائد مرتفع يصل إلى 25%، يخفض المبيعات.
وأضاف أن العروض التى يمكن أن يقدمها التجار لم تُجدِ نفعاً مع توجه المستهلكين نحو الادخار من خلال شراء الذهب والدولار بجانب سحب السيولة من السوق من خلال الشهادات الجديدة.
وأعلن البنك الأهلى المصرى وبنك مصر، إصدار شهادة ادخارية جديدة مدتها سنة، بعائد يصل إلى 25% يصرف فى نهاية مدة الشهادة، أو بعائد يبلغ 22.5% يصرف شهرياً، وذلك اعتباراً من 4 يناير الماضى.
ووصلت حصيلة بيع شهادات الادخار الجديدة التى أطلقها بنكا الأهلى المصرى ومصر إلى 119 مليار جنيه حتى الأحد، فى ظل تشغيل البنكين عشرات الفروع لاستقبال العملاء خلال أيام الإجازة، فضلاً عن إتاحة شراء الشهادات عبر ماكينات الصراف الآلى.
وسجلت حصيلة بيع الشهادات فى البنك الأهلى نحو 80 مليار جنيه، فيما بلغت فى بنك مصر نحو 39 مليار جنيه. وذكر «هلال»، أن بعد تلك السياسات النقدية التى اتخذها البنك المركزى المصرى لمحاربة التضخم، سيتجه المستهلك لشراء احتياجاته الأساسية فقط من سلع استراتيجية مثل الأرز والسكر والزيت والدقيق فقط.
وأشار إلى أن علاج كل تلك المشاكل التى نمر بها هى الاتجاه إلى التصنيع بقوة، ونلتفت إلى المصانع التى توقفت ونقف على الأسباب وكيفية حلها بأسرع وقت ممكن.
«الطنة»: الملابس تحوّلت من سلعة أساسية إلى ترفيهية
وقال جمال الطنة، رئيس مجلس إدارة شركة بيجامودا للملابس الجاهزة، إنَّ الملابس حتى وقت قصير جداً كانت تعد من السلع الأساسية، ومع ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية وغيرها من أساسيات المعيشة أصبحت سلعة تكميلية.
أضاف أن الآليات التسويقية ليست وحدها فقط هى السبيل لتحريك المياه الراكدة، إذ إنَّ التسعير عامل مهم للغاية، ويجب على الشركات أن تتجه لخفض هامش ربحها إلى أقصى حد ممكن، لحين تخطى تلك المرحلة العصيبة.
وأشار إلى أن التسويق عن طريق السوشيال ميديا أفضل الطرق للوصول إلى العميل وبأقل تكلفة ومجهود ممكن.