
عثمان: توقعات بصعود تدريجي لعمليات التمويل في النصف الثاني من 2023
استطلعت “البورصة” آراء عدد من رواد الأعمال ورؤساء تنفيذيين للشركات الناشئة العاملة في مجال الشحن والنقل لمعرفة فرص النمو خلال عام 2023 ، وأبرز التحديات المتوقع أن تواجه هذه الكيانات وسط أزمة اقتصادية حادة وتراجع كبير في تمويلات رأس المال المغامر عالميًا.
قال كريم عثمان، الرئيس التنفيذي لشركة “جلوبال شينز” للتجارة والنقل البري، إن الشركات الناشئة تواجه منذ العام الماضي حتى الوقت الحالي تباطؤا كبيرا في وتيرة التمويلات جراء تراجع شهية المستثمرين في ظل تسارع وتيرة التضخم جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
ويرى، أن أبرز التحديات التي تواجه الشركات الناشئة في قطاع الشحن والنقل هو عدم استقرار سعر الجنيه المصرى الأمر الذي ينتج عنه تردد المستثمرين وعزوفهم عن ضخ استثماراتهم في سوق المصري، لافتًا أن “لا يوجد مشكلة إذا استقر سعر الصرف إلى 50 جنيها للدولار ولكن العقبة الرئيسية هي حالة التذبذب وعدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد المصري في الوقت الحالي”.
وأفاد، أن الشركات الناشئة التي حصلت على جولات تمويل خلال الفترة السابقة هي الأكثر تضررًا فى الوقت الحالي مقارنة بالشركات التي لم تحصل على تمويل نظرًا لاعتمادهم الكلي لفتح جولة تمويل جديدة في بداية العام الجديد مما ينعكس سلبًا على خططهم المستهدفة في ظل تباطؤ كبير في التمويل مما يؤثر على تقيمهم.
وتوقع عثمان، أن يتراجع الضغط من نقص التمويل وتحسن الأوضاع الاقتصادية خلال النصف الثاني من العام الجاري إلا أنه من الصعب التعافي بشكل كامل، مضيفًا أنه من المحتمل أن نشهد صعود تتدريجي لعمليات التمويل في النصف الثاني من العام الجاري ولكنها لن تكون بنفس قوة عامي 2020 و2021″.
وذكر، أن العديد من الشركات الناشئة ستلجأ إلى خفض العمالة موضحًا أن هذه الخطوة لم تقوم بها فقط الشركات الناشئة بل قامت بها العديد من الشركات العالمية نتيجة حالة الكساد وتراجع معدلات النمو.
وأوضح، أن عام 2023 شهد انهيار العديد من الكيانات الناشئة في ظل عدم وجود تمويل الكافي، وأزمة ثقة المستثمرين في السوق المصري، وأزمة العملاء، فضلًا عن تشديد البنوك المركزية السياسة النقدية كمحاولة للحد من تسارع التضخم.
ووصف عثمان المرحلة الحالية بمرحلة الصمود، فإذا استطاعت الصمود وتجاوز تلك مرحلة ستنجح في استقطاب الاستثمار المباشر وتحقيق الربحية، موضحًا أن تلك الأزمة هي الأكبر من نوعها التي تمر بالكيانات الناشئة، ومن المؤكد أن ترتفع تقييم الكيانات التي ستصمد خلال تلك الآونة، مما يسهل عليها بعد ذلك الحصول على تمويلا لثقة المستثمرين في سياستها.
وطالب الرئيس التنفيذي لشركة “جلوبال شينز” للتجارة والنقل البري، رواد الأعمال باتباع سياسات حكيمة وإدارة ترشيدية، بالإضافة إلى ضرورة زيادة المبيعات في الوقت الحالي والحد من الانفاق قدر الإمكان وعدم التوسع في العمالة، لتحقيق الربحية في ظل هذه الأزمة الصعبة،
ونصح بضرورة تطوير هيكل الشركة داخليًا، واللجوء إلى والابتكار وتقديم خدمة للمستهلك بحاجة إليها، فضلًا عن ضرورة ستخدام التكنولوجيا، والذي يعد محفز قوى لاستقطاب أكبر عدد من العملاء في ظل غياب التكنولوجيا في الشركات العاملة في هذا المجال.
وحول قرار البنك المركزي بتحرير سعر صرف الجنيه بشكل مرن ومدى تأثيره على فرص نمو الشركات الناشئة خلال العام القادم، يرى عثمان، أن هذه الخطوة لن تؤثر على فرص نمو الشركات الناشئة ولا على تقييمها خاصة أن الشركات الناشئة يتم تقييمها بالدولار الأمريكي، بل على العكس سوف تساهم هذه الخطوة على جذب العديد من المستمثرين للاستثمار في مصر.
الضيف: الكيانات التي تعتمد على حرق الأسعار والنمو السريع هي الأقرب للانهيار
اختلف محمد الضيف، الرئيس التنفيذي لشركة “سبرنت” لخدمات الشحن السريع ، إذ يرى أن تحرير سعر الصرف يساهم على استقطاب المستثمرين الأجانب للسوق المصري، إلا أنه لايمكن إغفال عشرات التحديات الأخرى وتتمثل في انخفاض معدلات التقييم نتيجة سياسة التعويم، معطيًا مثال إذا كانت القيمة السوقية الشركة حوالي 15 مليون جنيه أي ما يُعادل نصف مليون دولار خلال العام الحالي بعد أن كانت قيمتها السوقية مليون دولار، مما يُعطل تدفقات التمويلات الشركات الناشئة .
وأضاف، أن الشركات الناشئة اتبعت استراتيجية خلال الوقت الماضي النمو على حساب الربح، إذ تقوم الشركة بالتوسع في افتتاح فروع ومكاتب لها في مواقع مختلفة من العالم من خلال حصولها على ملايين الدولارات من قبل مستثمرين رأس المال المغامر دون تطوير عملياتها أو إنتاجها بشكل كافي يسمح لها بتحقيق الربح بشكل مستمر، إلا أن هذه النظرة تغيرت خلال الأزمة الحالية فأصبح رواد الأعمال يفكرون في كيفية الحصول علي أكبر هامش ربح في أقصر وقت ممكن، مما ينعكس إيجابيًا على التدفقات المالية للمساهمين.
وتابع، أن العام الحالي سيشهد اتخفاضًا كبيرا في التمويلات خلال الوقت الراهن، إلا أن الكيانات الناشئة ستغيير سياساتها وتهتم في المقام الأول بالربح مما يُمكنها من زيادة ثقة المستثمرين ويسهل عليها الحصول على تمويلات في الفترات القادمة.
اقرأ أيضا: “البورصة” ترصد تداعيات زيادة مقاولى النقل بالإسكندرية لأسعار الشحن البرى
ولفت الضيف، إلى أن استمرار الشركات الناشئة يتطلب توافر مجموعة من الاشتراطات، على رأسها إدارة نموذج أعمال غير قائم على التوسعات فقط بل تحقيق موازنة بين استقطاب عملاء جدد وتحقيق الربحية.
وذكر، أن الكيانات الناشئة التي تنتهج خطة حرق الأسعار والنمو بأعلى صورة ممكنة على حساب الربح هي الأسرع نحو الانهيار، موضحًا أن شركات الناشئة التى تعمل على توسع فى العمليات دون رقابة مالية مشددة ستتكبد مزيدًا من الخسائر تصل إلى حد تعليق عملياتها أو الاختفاء التام من الساحة.
ويرى الضيف، أن السوق المصرى واعد وكبير وقادر على استيعاب ظهور كيانات جديدة، إلا أن الكيانات الجديدة سوف تواجه مشكلة كبيرة وهي التقيد وصعوبة وضع خطط مدروسة في ظل حالة عدم اليقين من المستقبل وتذبذب قيمة العملة المصرية.
وأوضح، أنه من الصعب التنبؤ بتعافي الاقتصاد العالمي واستقرار سعر الجنيه المصري في ظل الأزمة الحالية، مضيفًا أن الاسبوعيين الماضيين شهد استقرارًا في سعر العملة المصرية ولكن هذا لا يعني استمراره”.
واعتبر الضيف، أن التعاون والمشاركة الشركات الناشئة مع الكيانات الأخرى المتشابهة معها في النشاط والعملاء هي الحل الأمثل فى ظل حالة الضبابية التي يعاني منها العالم وتحفظ المستثمرين وانخفاض السيولة والجولات التمويلية، موضحًا أن “من لا يقوم بالتعاون مع الشركات الأخرى ذات الهدف والنشاط المتشابهة قد يتعرض إلى الخروج من سوق بنسبة 80%”.
وحول إمكانية فتح أسواق جديدة كنوع من التحوط لتخطي الأزمة، قال الرئيس التنفيذي لـ “سبرنت” لخدمات الشحن السريع، أنها من الحلول التي تُساعد شركات الناشئة على تحقيق توازن لسياستها التشغيلية والمالية لضمان عوائد بالعملات الصعبة، إلا أنها في الوقت ذاته تعد مكلفة جدًا في الوقت الحالي في ظل انخفاض قيمة الجنيه المصري، كما أنها تعد خطوة خطرة في حال عدم وضع سياسة مالية رشيدة ومتشددة.
ويتوقع، ظهور نوع جديد من التمويلات للشركات الناشئة في عام 2023، تتمثل في تقديم قروض ميسرة للكيانات الناشئة بفوائد مخفضة وليست فقط فكرة ضخ تمويل مقابل الحصول على أسهم.
صلاح: تخفيض قيمة الجنيه فرصة للشركات الناشئة للحصول على تمويلات
وقال أحمد صلاح، الرئيس التنفيذي لشركة “ذا شيبينج سبوت” المتخصصة في إدارة وحجز عمليات شحن البضائع، إن وتيرة التمويلات شهدت تراجعًا كبيرًا على مستوى العالم خلال العام الماضي، ومن المتوقع أن تستمر خلال العام الجاري في ظل الأزمات الاقتصادية الضخمة.
وأضاف، أن الشركات الناشئة المصرية قد تكون لديها فرصة أكبر في الحصول على تمويلات مقارنة بالأسواق المنافسة خاصة بعد انخفاض قيمة الجنيه المصري الأمر الذي يُشجع المستمثرين لضخ استثمارات للسوق، إلا أن هذه الخطوة متوقفة على استقرار الوضع الاقتصادي.
واستكمل حديثه، “نسبة المخاطرة للإستثمار في سوق المصري في الوقت الحالي مرتفعة في ظل عدم استقرار قيمة الجنيه المصري فضلًا عن عدم توفر العملة الأجنبية وقيود الاستيراد التي أثرت بشكل ملحوظ على قطاع الشحن.
وأوضح، أن التمويلات من قبل رأس المال المغامر مازالت مستمرة ولم تتوقف حتى الوقت الحالي بل أنها شهدت تباطؤ بصورة كبيرة نتيجة الأزمات الاقتصادية، موضحًا أن رفع الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا انعكس سلبًا على استثمارات في الشركات الناشئة المصرية، نتيجة حرص رؤوس الأموال للأوعية الأكثر أمانا.
وذكر، أن توجه المستثمر الخليجي في الوقت الحالي للاستثمار في بلده عن الاستثمار بالخارج، موضحًا أن خطوة تحرير سعر صرف الجنيه قد تكون جذابة للمستثمر نتيجة فرق العملة بين الجنيه المصري والدولار الأمريكي ولكن في حالة استقرار الوضع الاقتصادي.
ولفت، إلى أن السوق الملاحي شهد حالة من الاستقرار في الآونة الأخيرة بعد فتح الاستيراد وإلغاء العمل الاعتمادات المستندية فضلًا عن إفراج كميات كبيرة من البضائع المتكدسة في الموانئ، موضحًا أن انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار جراء اتباع سياسة التعويم سبب تدفق الاستثمارات الأجنبية لمصر.
ويرى صلاح، أنه من المتوقع أن يكون عام 2023 أكثر استقرارًا وأفضل من العام المنقضي، إلا أن لن نشاهد جولات تمويلات ضخمة مثل ما حدث مشابهة من عامي 2020 و 2021، متوقعًا أن يحدث طفرة في عمليات التمويل عالميًا خلال عام 2024.
وبالحديث عن أبرز الحلول للقدرة على الاستمرار في ظل الأزمة، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة “ذا شيبينج سبوت” المتخصصة في إدارة وحجز عمليات شحن البضائع، أن خطوة الشراكات والتعاون بين الكيانات وبعضها يمنحها قدرة قوية لتحمل الأزمة الاقتصادية الحالية.
نمير: نتوقع ظهور كيانات ناشئة جديدة في العام الجاري
وقال على نمير، مؤسس شركة “ترانسبورتر” المتخصصة فى شحن البضائع عن طريق الإنترنت، إن مستثمرين في العام الحالي في حالة من الترقب نتيجة عدم وضوح الرؤية وعدم استقرار الاقتصاد العالمي ووجود العديد من الأزمات، متوقعًا أن يظهر على الساحة كيانات ناشئة جديدة ولكن ليست نفس قوة الفترة الماضية.
وأضاف، أن هناك عددا من الشركات الناشئة واجهت الأزمة الحالية من خلال الدمج أو التعاون مع بعضها البعض، إلا أن ذلك لم يحدث فى الشركات الناشئة العاملة في قطاع الشحن.
وذكر، أن تراجع القوة الشرائية نتيجة ارتفاع معدلات التضخم في مصر ساهمت في تخوف المستثمرين الاستثمار في مصر بالإضافة إلى عدم استقرار سعر الجينه، متوقعًا أن يشهد السوق الملاحي انفراجة في النصف الثاني من العام الحالي.