حسين عبدربه يكتب: اللهم ابعث لنا أم كلثوم تجمع لنا دولارات


شعرت بالحزن للحالة التى وصلنا إليها ووصل إليها وطننا العزيز.. سبب هذا الحزن أن كان لى شرف حضور احتفالية أرواح فى المدينة المشروع الثقافى المتميز للصديق الإعلامى النابه محمود التميمى وكان خاصًا بذكرى رحيل كوكب الشرق أم كلثوم وما لفت نظري هو ما قامت به هذه السيدة العظيمة تجاه وطنها فى أزمته بعد هزيمة 67 عندما سخرت نفسها وفنها لخدمة المجهود الحربى من خلال تخصيص قيمة حفلاتها التى نظمتها فى أغلب الدول العربية وفى فرنسا لتمويل المجهود الحربى وجمع 3 ملايين جنيه وهو مبلغ كبير بقيمته وقتذاك ودورها فى مقاومة الانكسار الذى أصاب المصريين بسبب النكسة من خلال أغانيها الداعمة للوطن، فشرد ذهنى وأنا أشاهد حفلاتها للمجهود الحربى وقلت لنفسى ماذا لو كانت أم كلثوم معنا الآن والوطن فى أزمة ولدينا ملايين المصريين مهاجرين خارج وطنهم.

بالتأكيد كانت ستذهب إليهم وتغنى لهم وتجمع منهم تبرعات لوطنهم وتخصص إيراد حفلاتها للبلاد.. هذا دور الفنان والمبدع الحقيقى إذ تظهر فى الأزمات معادن الناس.. وإذا كانت الأزمة خاصة بالوطن فعلى الجميع أن يقف بجانبه ليس هناك وقت للبكاء وانتقاد السياسات التى أدت بنا لهذه الأزمة.

علينا أن نتكاتف للخروج بالوطن من هذه الأزمة.. من منا يقترح حلولا ومن منا يتبرع.. بجزء من أمواله ولدينا أثرياء فى قائمة أغنى أغنياء العرب والعالم مثل عائلات ساويرس ومنصور وطلعت مصطفى وغيرهم، عليهم أن يقدموا لوطنهم حتى ولو كل واحد مول شحنة قمح.. هناك أيضا الفنانين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة لدى المصريين والذين يحيون حفلات خارج مصر.. لماذا لا يخصصون إيرادات حفلاتهم لوطنهم ولماذا لا تبادر الجاليات المصرية بالخارج بجمع تبرعات أو إقامة حفلات لفنانين مصريين وتخصص إيراداتها لوطنهم.. أو أن تبادر هذه الجاليات بدعوة المصريين فى الخارج لشراء عقارات فى مصر بالدولار أو شراء أسهم الشركات التى ستطرحها الحكومة للحفاظ على هوية هذه الشركات أن تظل ملكا للمصريين.

اقرأ أيضا: حسين عبدربه يكتب: عفوًا سيادة النائب.. تغيير السياسات أهم من التغيير الوزارى

أرى أن الفنانين هم أكثر الناس تأثيرًا وبالتالى لديهم القدرة على حث المصريين على التبرع وغالبية هؤلاء من الفنانين قيمة ما يحصلون عليه فى الحفلة الواحدة يتجاوز ملايين الجنيهات المصرية فالمطرب عمرو دياب يحصل فى أى حفل خارج مصر على 300 ألف دولار أى نحو 5 ملايين جنيه مصرى ومحمد منير 100 ألف دولار وتامر حسنى 200 ألف دولار وأنغام 150 ألف دولار وشيرين عبدالوهاب 150 ألف دولار أى أن إجمالى حفلاتهم فى اليوم الواحد مليون و100 ألف دولار أى أكثر من 30 مليون جنيه مصرى.. فماذا لو تم تنظيم حفلات لهم فى أماكن تجمع المصريين بالخارج فإيراد حفلاتهم وقيمة أجورهم ستتجاوز ملايين الدولارات.

أعتقد أن هذا وقت أن يقول الفنانون كلمتهم ويقفون بجانب وطنهم وأن يأكدوا أن شعبيتهم التى غمرهم بها الناس من ابناء الوطن لها ثمن وقد جاء الوقت ليردوا للناس جميل ما هم فيه الآن ولهم فى كوكب الشرق المثل والقدوة وهو أمر لا يفعله إلا العظماء فعلت أم كلثوم ما فعلته من أجل وطنها فى وقت هرب كثير من الفنانين إلى بيروت بعدما توقفت حركة الإنتاج الفنى بسبب النكسة ولم يتوقفوا هم عن العمل من لبنان والوطن فى أزمة.. الآن هو الظرف نفسه الوطن مأزوم بسبب حرب أو نكسة أو غيرها من أزمات تعوق وجوده.

فهذا وقت أبناء الوطن العظماء الذين يريدون أن يكتبوا اسمهم فى صفحات التاريخ البيضاء والتى لا تذكر إلا أفعال النبلاء.. أما سير الأقزام الذين يجمعون أموالهم لنزواتهم وشراء شقق فى باريس ولندن وسفرياتهم للسياحة خارج مصر وشراء الطائرات الخاصة فهؤلاء لن يذكرهم التاريخ.. بل هم فى التاريخ.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://alborsanews.com/2023/02/05/1628806