«الزراعة الأمريكية»: منظومة تصدير البرتقال المصرى مُشجعة للاستثمارات الجديدة
التغيرات المناخية تخدم القطاع المصرى على حساب «المغربى»
لخصت وزارة الزراعة الأمريكية أسباب نجاح البرتقال المصرى ونموه على مستوى الإنتاج والتصدير فى الاهتمام بالصحة النباتية، على مستوى تحسين جودة المنتجات، ومواكبة التغيرات المناخية.
وتتوقع «الزراعة الأمريكية» ارتفاع إنتاج مصر من البرتقال هذا العام إلى 3.6 مليون فى موسم الحصاد الجارى، مقابل 3 ملايين طن فقط فى الموسم الماضى، بزيادة 20%، وأن تظل مصر على قائمة أعلى المُصدرين حول العالم.
أوضحت الوزارة، فى تقرير حديث لها عن الموالح المصرية، أن المزارع التجارية والمزارعين فى مصر يستخدمون نهج الإدارة المتكاملة للآفات التى تتضمن استخدام أدوات المكافحة البيولوجية وغيرها من أدوات الإدارة لمكافحة الآفات بفعالية، وبأكثر الطرق المناسبة بيئيا.
يعد معهد وقاية النباتات ومعهد أبحاث البستنة، بالإضافة إلى رابطات المزارعين، المصدر الرئيسى للمعلومات حول الآفات والأمراض التى تصيب بساتين البرتقال، ويقدمون توصيات لأفضل أدوات وممارسات الإدارة.
وعزت «الزراعة الأمريكية» الزيادة فى إنتاج البرتقال إلى اتباع الممارسات والتوصيات الزراعية الجيدة لتحسين تقنيات الرى فى المزارع، واعتماد أحدث برامج إدارة المغذيات، ما يعنى تقليل الخسائر بعد الحصاد.
يأتى معظم إنتاج مصر من البرتقال من المزارع التجارية فى الأراضى الصحراوية المستصلحة التى تم إنشاؤها خلال العقود الثلاثة الماضية، بدلاً من وادى النيل؛ حيث تقل ملكية الأراضى وتتفتت الحيازات إلى فدان أو أقل بصورة لا يستطيع معها المزارعون تحمل التكلفة اللازمة لاستثمار مستدام فى إنتاج البرتقال.
رغم هذه التحديات، دفع التسارع إلى استبدال البساتين القديمة بأشجار جديدة وتنفيذ إرشاد قائم على المعرفة المُزارعين لاستخدام التطور التكنولوجى للتعرف على الممارسات الحديثة عبر تطبيقات الهاتف المحمول.
يأتى ذلك بالتوازى مع الدور البحثى الذى يلعبه مركز البحوث الزراعية للتغلب على آثار تغير المناخ من خلال جهود التربية وتحسين المحاصيل، والذى يركز حالياً على كفاءة استخدام المياه لكل فدان من البرتقال.
اقرأ أيضا: كيف أثر الغزو الروسى على حركة شحن صادرات البرتقال؟
وقال أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، إنَّ الاهتمام بتطوير الإنتاج على مستويات متنوعة سهل من مهمة فتح الأسواق الجديدة والتوسع فى الأسواق التى تستورد البرتقال المصرى بالفعل، لتزيد الصادرات بصورة سنوية.
أوضح »العطار”، أن أسواق «الهند»، و«نيوزيلندا» و«البرازيل» و«اليابان» من أبرز الأسواق الحديثة التى انضمت لقائمة المستوردين للبرتقال المصرى فى السنوات الأخيرة، وحديثاً انضمت لها «الفلبين»، وتوجد مساعٍ لفتح مزيد من الأسواق.
وتتمع صادرات البرتقال المصرى بتطبيق نظم تعقب حديثة تبدأ من مراحل الزراعة ثم الإنتاج والتعبئة ثم التصدير، تحت منظومة التكويد الحديثة التى تعمل من خلالها «الحجر الزراعى»، ما سمح بارتفاع إجمالى صادرات البرتقال المصرى فى آخر 5 سنوات مجتمعة إلى 9.62 مليون طن.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية، إنَّ كل هذه التطورات تدعم نظرة إيجابية لصادرات البرتقال المصرية فى الموسم الجارى، وتشجع الأعمال التجارية الزراعية على الاستثمار فى زيادة المناطق المزروعة التى تقترب من 480 ألف فدان، 80% منها برتقال، وإنشاء محطات تعبئة وتغليف جديدة وتوسيع القدرات الإنتاجية.
على مستوى التغيرات المناخية، فهى لم تؤثر على إنتاج المحصول المصرى، مقارنة بمنافسه المغربى، وفى حين تتوقع «الزراعة الأمريكية» ارتفاع إنتاج «القاهرة» هذا الموسم 20%، ترى أن إنتاج «الرباط» سيتقلص 35% إلى 1.7 مليون طن فقط، وستهوى صادراته بأكثر من 45% إلى 410 آلاف طن فقط.
ويواجه المغرب، ثانى أكبر مصدر للحمضيات فى شمال أفريقيا، صعوبات مع الجفاف الشديد ونقص المياه، بصورة تؤثر سلباً على إنتاجية المزارع.
قال عمرو قداح، مُصدر حاصلات زراعية، إنَّ التغير المناخى أثر بشكل إيجابى على زراعة الموالح فى مصر، وعلى الرغم من صغر حجم الحمضيات هذا العام، فقد ساعد المناخ على زيادة الإنتاج الكلى للمزارع.
أوضح أن الاختلافات فى درجات الحرارة بين النهار والليل ساعدت الموالح فى الحصول على تلوين جيد، ما يجعل الفاكهة أكثر جاذبية للمشترين الدوليين، وتتميز الموالح المصرية بزيادة محتواها من السكر.
أضاف أن إنتاج مصر من الموالح والبرتقال على وجه التحديد لا يزال ينمو كل عام، إلى أن أصبحت مصر أكبر مُصدر للبرتقال فى العالم، وتجاوزت الدولتين المتنافستين إسبانيا وجنوب أفريقيا خلال الموسم الماضى.