الاتحاد الأوروبى يشكل لجنة لاستخدام الأصول الروسية لصالح أوكرانيا

وافق الممثلون الدائمون للاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، على إنشاء مجموعة عمل خاصة بشأن استخدام الأصول الروسية لصالح أوكرانيا.

وذكر المكتب التمثيلي للسويد التي ترأس الاتحاد الأوروبي حسبما أفادت قناة “روسيا اليوم” الإخبارية، إن الممثلين الدائمين في اجتماعهم المنعقد في بروكسل أكدوا إنشاء مجموعة عمل خاصة بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة لصالح أوكرانيا، لافتا إلى أن تلك المجموعة ستدرس موقع الأصول وقيمتها وستجري تحليلا شاملا لإمكانيات ومدى ملاءمة استخدامها، بما في ذلك الجوانب القانونية والمالية والاقتصادية والسياسية.

وبحسب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، فإنه على روسيا أن تدفع مقابل إعادة إعمار أوكرانيا، لافتا إلى أن تلك المهمة يجب أن تتم وفقا لقوانين الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي، فيما لا توجد في الوقت الحالي آلية مباشرة.

وكان قادة الاتحاد الأوروبي قد أصدروا في شهر أكتوبر الماضي، تعليماتهم إلى المفوضية الأوروبية بإعداد مقترحات لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا، بينما أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية “الكرملين” دميتري بيسكوف، أن مثل هذه القرارات ستكون خطوة أخرى في انتهاك جميع قواعد ومعايير القانون الدولي، وسوف تبحث موسكو عن سبل لمحاربة ذلك.

وفي سياق متصل، قالت المنصة الإخبارية لـ صحيفة “يورو إكتيف” إن وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي “الناتو” يواصلون في اجتماعهم لليوم الثانى على التوالى مناقشاتهم في بروكسل لتسريع شحناتهم من الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا، التي تلح أيضا على تلقي طائرات مقاتلة من أجل مقاومة العملية العسكرية الروسية بشكل أفضل.

ولفتت “يورو اكتيف” إلى ان الأمين العام لحلف الناتو ، ينس ستولتنبرج، أصر أمس قبل بدء هذا الاجتماع، على أن الأولوية الملحة ، هي تزويد الأوكرانيين بالأسلحة التي وعدوا بها للحفاظ على قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم.. لافتا إلى أن الطائرات القتالية ليست هي السؤال الأكثر إلحاحا ولكن النقاش جاري بشأنه.

ومن جانبه، أشار وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، إلى أن الجميع يفهم أن قضية الدفاع الجوي ومسألة إعادة إمداد الذخيرة أهم بكثير في الوقت الحالي من النقاش حول الطائرات المقاتلة.. معلنا أن الصناعة الألمانية ستعيد إطلاق خط إنتاج ذخيرة لدبابات الدفاع المضادة للطائرات من طراز جيبارد.

وقال إنه “جرى توقيع العقود مع الشركات المصنعة وسنستأنف فورا إنتاجنا في راينميتال ذخيرة جيبارد”.

يشار إلى أن فرنسا وإيطاليا أعلنتا عدة مساهمات من بينها تقديم منظومة الدفاع الجوي مامبا (سام-تي) المماثلة لمنظومة باتريوت بقيمة 500 مليون يورو.

وكذلك، ستنتج فرنسا قذائف عيار 155 مليمترا بالتعاون مع أستراليا، وستسلّم دبابات “اي ام اكس-10” الموعودة لأوكرانيا في الأيام المقبلة.

كما أعلن البنتاجون عن عقد بقيمة 552 مليون دولار مع شركتي أسلحة لإنتاج قذائف من عيار 155 ملم لـ kyiv ومن المتوقع تسليم أولى الطلبيات في شهر مارس المقبل.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتلقى معلومات حول مسار العملية العسكرية الخاصة من الجيش لحظة بلحظة.

وأضاف بيسكوف في تصريحات للصحفيين، عندما سُئل عما إذا كان قد تم تقديم تقرير عن الوضع بشأن مدينة أوجلدار إلى بوتين، “بالطبع، يتلقى القائد الأعلى للقوات المسلحة جميع المعلومات من الجيش بشكل مستمر ومنتظم وفي الوقت الفعلي”، حسبما ذكرت وكالة أنباء /تاس/ الروسية.

وكان بان جاجين مستشار زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية، قد قال في وقت سابق، إن القوات المسلحة الأوكرانية أطلقت النار على مجموعة من العاملين في المجال الطبي، والذين كانوا يقومون بإجلاء الجرحى من أوجليدار.

وقال بيسكوف، ردا على سؤال عما إذا سيكون هناك أي رد فعل من روسيا، ولا سيما، “تعلمون، بشكل عام، أن دبلوماسيينا يتابعون باستمرار مسارا لجذب انتباه أعضاء المنظمات الدولية إلى كل انتهاك للقوانين الدولية من قبل النظام الأوكراني والجيش الأوكراني”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أمر في 24 فبراير من العام الماضي، ببدء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن هذه العملية جاءت استجابة لطلب المساعدة من رؤساء جمهوريات دونباس.

وشدد بوتين على أن موسكو ليس لديها خطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية، لكنها تهدف إلى نزع السلاح، وردت الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات صارمة، وقاموا بزيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.

وبدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن بلاده ناشدت الأمم المتحدة لعقد اجتماع خاص لمجلس الأمن حول الانفجارات في خطوط أنابيب الغاز “التيار الشمالي”.

وقال لافروف، خلال كلمة أمام مجلس الدوما الروسي،: “توجهنا إلى الأمم المتحدة وأثرنا هذه المسألة هناك، صحيح أن الأمين العام للأمم المتحدة عبر ممثله الرسمي قال إن الأمم المتحدة لا تملك السلطة والتفويض لإجراء مثل هذه التحقيقات، ولكننا لا نتفق مع هذا الموقف”.

يُذكر أن مجلس الأمن يعقد اجتماعا بشأن أوكرانيا في 24 فبراير الجاري في الذكرى الأولى للحرب الروسية على الأراضي الأوكرانية تحت بند “صون السلام والأمن”.

ومن جانب آخر، أشاد لافروف، بالعلاقات الروسية – الصينية، ووصفها بأنها “عامل استقرار في الشؤون العالمية”.

وأشار لافروف إلى أن العلاقات بين موسكو وبكين تعزز أسس النظام العالمي متعدد الأقطاب، وقال “نعمل مع أصدقائنا الصينيين على تعزيز التعاون الاستراتيجي الثنائي الذي وصل إلى مستويات لم يسبق لها مثيل من الثقة، إذ تعمل علاقات السياسة الخارجية بين موسكو وبكين على ترسيخ أسس البنية متعددة المراكز الناشئة وتعمل بمثابة توازن وعامل استقرار في الشؤون العالمية”، وفقا لما أوردته وكالة أنباء “تاس” الروسية.

أ. ش. أ