شطب السندات الممولة للشريحة الأولى من رأس المال تثير المخاوف بين حملة سندات البنوك الأخرى
تراجعت أسهم البنوك أمس الإثنين بعدما أصيب المستثمرين بإحباط عقب الاستحواذ التاريخى من العملاق السويسرى “يو بى إسى” على منافسه “كريدى سويس” بأقل من نصف قيمته السوقية فى صفقة باركتها الجهات الرقابية السويسرية.
وأضافت بذلك البنوك لخسائر الأسهم التى محت تريليون دولار من قيمتها منذ بداية أزمة المصارف بعد تعثر سيليكون فالى، وفقًا لحسابات “بلومبرج”.
ولم يكن استحواذ “كريدى سويس” مطمئنًا للمستثمرين كما كان مُتصورًا، إذ تراجعت أسهم يوبى إسى 7.2%، فيما تراجعت أسهم “كريدى سويس” 60%، فى ظل شروط الاستحواذ تمحو حقوق حاملى الأوراق المالية المعروفة بسندات الشريحة الأولى.
وقالت هيئة الرقابة المالية السويسرية فى بيان إنه من أجل زيادة رأسماله الأساسى وفى ظل الدعم غير العادى الذى قدمته الحكومة سيتم شطب القيمة الاسمية الدعامة المكملة للشريحة الأولى من رأس المال والبالغة 16 مليار فرنك سويسرى والتى كانت عبارة عن ديون مساندة عبر السندات.
وبحسب بلومبرج فإن شطب سندات تمويل دعامة الشريحة الأولى من رأس المال هى الأكبر على الإطلاق، فى السوق البالغ حجمه 275 مليار دولار، وتجاوزت الخسارة البالغة 1.35 مليار يورو التى تكبدها صغار حملة سندات البنك الإسبانى بانكو بوبيولا فى 2017، الذى استحوذ عليه بنك آخر لتجنب انهياره.
وأثار ذلك مخاوف من أن البنوك بحاجة لمصادر تمويل جديدة لرأسمالها إذ فقد المستثمرون الثقة فى رأسمالهم، فيما ستتكبد ديون البنوك المطروحة بالفعل خسائر ملحوظة.
وعلى نطاق أوسع، فإن الاستحواذ على المقرض السويسرى يوسع فقط من قلق المستثمرين عقب فشل بنكا سيليكون فالى وسيجنتشر فى أمريكا الشهر الحالى.
إقبال المستثمرين يتجه نحو الملاذات الآمنة.. وتريليون دولار تبخرت من قيمة الأسهم
وتراجعت السندات المستخدمة فى تمويل الدعامة الإضافية للشريحة الأولى من رأسمال عدد من البنوك بأكثر من 10%.
“لقد حصلنا على صفقة سيئة، مدى تنفيذها طويل وغير مؤكد”، بحسب ما قال ميخائيل جاكوبى، رئيس قسم تداول المبيعات القارية الأوروبية فى “أودو سكيوريتيز” فى باريس، لبلومبرج، مضيفًا أن صائدى الفرص قد يقتنصوا الأسهم فى القطاع البنكى التى يتم تصنيفها كأصول آمنة لكن على الصعيد العالمى المشهد سلبى.
ومن بين 44 سهمًا فى مؤشر ستوكس 600 للبنوك انخفض 41 سهمًا، وفقد المؤشر 213 مليار دولار من قيمته الشهر الحالى، فيما فقد مؤشر مورجان ستانلى للأسهم المالية تريليون دولار بنهاية تداولات الجمعة.
ولم تكن بنوك “وول ستريت” بمعزل، إذ تراجعت أسهم “جى بى مورجان” وو”يلز فارجو”، وانخفضت أسهم “فيرست ريبابلك” الذى حصل على حزمة دعم من بنوك كبرى بقيمة 30 مليار دولار، بنحو 15% بعدما فقد ثلث قيمته الجمعة.
الانخفاض جاء بعد أنباء حول عزم البنك جمع تمويلات، رغم حصوله على دعم بقيمة 30 مليار دولار الأسبوع الماضى، ما أثار مخاوف بشأن مستقبل البنك، بحسب رويترز.
“ما يبدو فى حكم المؤكد أن هناك تأثير لولبى من اتفاق “كريدى سويس” على أسواق الأسهم والسندات”، لكننا لا نعرف بعد حجم تعرض البنوك الدولية والإقليمية”. بحسب ديكى وونج، مدير أبحاث “كينجستون سيكيوريتيز”.
وفى محاولة لوقف الانخفاض فى سوق السندات القابلة للتحويل إلى أسهم للبنوك أمس الإثنين، قال المراقبون الأوروبيون إن مالكى هذا النوع من السندات لن يتضرروا إلا إذ تم محو حقوق الملكية بالكامل وهو عكس الحاصل فى صفقة “كريدى سويس”.
وقفز الطلب على بعض أكثر السندات أمانًا فى العالم، لتنخفيض سندات الخزانة الأمريكية والألمانية أكثر من 20 نقطة أساس فيما، تراجعت سندات العشر سنوات لأدنى مستوى منذ سبتمبر.
“السوق مازال فى حالة هلع ولا يستبعد أن الضغوط الحالية قد تتطور إلى أزمة سيولة” بحسب إيفلين جوميز ليتشى، استراتيجية أسعار الفائدة فى “ميزوهو إنترناشيونال”.
وسارع الجهات الرقابية حول العالم فى استعادة ثقة الأسواق فبجانب صفقة “كريدى سويس” أعلن 6 بنوك مركزية خططهم لزيادة السيولة الدولارية.
“الجميع يترقب من القادم” بحسب رودريجو كاتريل محلل أول استراتيجيات تداول العملات لدى بنك أستراليا الوطنى مشيرًا إلى أن البنوك المركزية بحاجة إلى أن تثبت الثقة بدون أن ترسل رسائل تثير المخاوف.
ويرى المتداولون أن هناك فرصة بنسبة 70% لرفع الفائدة 25 نقطة بحسب أداة فيد ووتش تول التى تراقب أداء العقود الآجلة للفائدة أجل 30 يوم، بعدما كان هناك توقعات برفع الفائدة 50 نقطة قبل اندلاع أزمات البنوك، الوضع نفسه، بالنسبة لبنك إنجلترا الذى باتت فرص رفعه للفائدة أقل بنحو 50%.
“المنظور الأوسع لما يحدث حاليًا، ومخاطر البنوك الواضحة على الأرجح ستدفع الفيدرالى الأمريكى لتعطيل خطته لرفع الفائدة” بحسب جيسون شينكر، رئيس “برستيج إيكونوميكس”.