بعد انحسار الأزمة.. المستثمرون يبحثون عن الفرص فى أسهم البنوك الإقليمية


بعدما انحسرت معظم مخاوف انتشار عدوى التعثر بين البنوك، بدأ المستثمرون يبحثون عن اقتناص الفرص فى أسهم البنوك الأمريكية الإقليمية القوية التى انمحى جزء كبير من قيمتها السوقية، عقب موجة بيع الأصول الشهر الحالى.

ولا تزال المخاوف بشأن سحب الودائع تدور حول بعض البنوك الإقليمية، ومع ذلك يعتقد بعض مديرى الصناديق، أنَّ عمليات البيع قد أوجدت فرصاً، لذلك بدأوا فى بناء مراكز استثمارية فى أسهم يعتقدون أنها سترتفع.

«هناك عدد هائل من الأسهم التى نعتقد أنها بعيدة نسبياً عن المخاطر، لكنها انخفضت بنسبة تزيد على 20%، لذا فقد تحسنت التقييمات بشكل ملحوظ»، بحسب ما قاله هانتر دوبلى، مدير محفظة فى هوتشكيس آند وايلى، وهو صندوق يمتلك أسهماً فى بنوك إقليمية كبرى، بما فى ذلك «سيتيزنز فاينانشال جروب» الذى استحوذ على معظم أصول بنك سيليكون فالى، وتراجعت أسهمه 22% منذ بداية العام، وكذلك أسهم «يو إس بانكورب» الذى انخفضت أسهمه 18% منذ بداية العام.

وعززت التطورات الأخيرة الآمال بإمكانية احتواء أزمة المصارف، وقالت الجهات الرقابية فى أمريكا، يوم الإثنين، إنها ستدعم صفقة للمقرض الإقليمى فيرست سيتيزنز للاستحواذ على معظم أصول سيليكون فالى ما قد يؤدى إلى ارتفاع أسهم البنك المنقذ 54%.

يوم السبت، ذكرت «بلومبرج نيوز» أن السلطات الأمريكية تدرس توسيع تسهيل إقراض طارئ من شأنه أن يقدم للبنوك المزيد من الدعم.

مارجى باتيل، مديرة محفظة أولى فى «أول سبرينج جلوبال إنفستمنتس» أضافت مراكز استثمارية جديدة فى البنوك الإقليمية خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقالت: «التراجع الذى شهدناه فى القطاع يعكس مخاوف من تكرار عام 2008 لكننى أعتقد أن الوضع مختلف بشكل جذرى».

وأضاف «باتيل»، أن البنوك ستتمتع قريباً بمطابقة أفضل بين الإيرادات من القروض عالية الفائدة التى تم تقديمها خلال العام الماضى، ومدفوعات الفائدة المرتفعة للمودعين، وهو رصيد خرج عن السيطرة بعد أن رفع مجلس الاحتياطى الفيدرالى أسعار الفائدة بما يقرب من 500 نقطة أساس.

قال المحللون فى «فاندا ريسيرش»، الأسبوع الماضى، إنَّ التدفقات الداخلة إلى أسهم البنوك وصناديق الاستثمار المتداولة زادت مع سعى مستثمرى التجزئة إلى اقتناص صفقات فى الأسهم المتضررة.

ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الرياح المعاكسة، خاصة بالنسبة للبنوك الأصغر التى قام عملاؤها بنقل الودائع إلى البنوك الأكبر من أجل مزيد من الاستقرار.

وقد يتخلى العملاء أيضاً عن حساباتهم الجارية لصالح سندات الخزانة قصيرة الأجل وأسواق المال والاستثمارات الأخرى ذات العوائد الأعلى بكثير.

واكتسبت البنوك الكبرى 120 مليار دولار من الودائع، لكن البنوك الصغيرة خسرت 109 مليارات دولار الأسبوع الماضى، بينما نمت أرصدة صناديق أسواق المال بمقدار 121 مليار دولار، ما زاد من التدفقات القياسية فى وقت سابق من الشهر، وفقاً لخدمة موديز إنفستورز سيرفيس.

قال ريك ميكلر، الشريك فى مكتب شيرى لين إنفستمنتس، إنَّ البنوك الإقليمية «تحتاج إلى أخبار إيجابية تظهر أن ودائعها ثابتة أو تنمو».

وأصبح المستثمرون فى الأيام الأخيرة أكثر ثقة بأن البنك الاحتياطى الفيدرالى سيرفع أسعار الفائدة فى اجتماعه المقبل؛ حيث تراجعت المخاوف بشأن الاستقرار المالى.

ويمكن أن تؤدى الفائدة المرتفعة إلى الضغط على الهوامش مع تعزيز جاذبية المنتجات ذات العوائد المرتفعة التى سحبت البساط من تحت أقدام الودائع.

ويوم الثلاثاء كان المستثمرون يتوقعون بنسبة 48% رفع سعر الفائدة مرة أخرى، وذلك مقابل 17% يوم الجمعة، وفقًا لأداة فيد ووتش التى تحلل العقود الآجلة للفائدة الأمريكية أجل 30 يوماً.

ومع ذلك، يعتقد كريستوفر ماريناك، مدير الأبحاث فى «جانى مونتجمرى سكوت»، أن البنوك الإقليمية تتمتع بميزانيات عمومية أقوى مما يتوقع الكثيرون، ما يمكنها من تجاوز الركود وزيادة القروض المتعثرة.

وأوصى ماريناك بشراء باكويست بانكورب ونيويورك كوميونيتى بانكورب، واستشهد بارتفاع تغطية المخصصات للقروض الرديئة.

وقال: «نشعر أن البنوك تتكون احتياطيات قوية وتواصل تدعيمها بما يحمى الصناعة المصرفية».

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://alborsanews.com/2023/03/29/1650398