تعاني الشركات الناشئة في جنوب شرق آسيا من الافتقار للمواهب التقنية وسط تسريح شركات التكنولوجيا الكبرى للعمالة في الآونة الاخيرة، وتوظيف الشركات التقليدية للمزيد مع تراجع قدرتها على تقديم أجور تنافسية، طبقاً لدراسة حديثة.
قال حوالي 86% من المؤسسين إنهم سيعززون أعداد موظفيهم خلال العام الجاري، مع استمرار ارتفاع الطلب على المهندسين وعلماء البيانات، الذين يجنون في المتوسط 38% أكثر من الوظائف غير التقنية مثل المبيعات والتسويق، بحسب أجرتها منصة التوظيف “جليتتس” ومقرها سنغافورة.
هذه نتائج رئيسية من دراسة أجريت حول الأدوار التقنية في الشركات الناشئة في سنغافورة وإندونيسيا وفيتنام، حيث حللت كل من “جلينتس” و”مونك هيل فينتشرز” أكثر من 10 آلاف نقطة بيانات لوظائف شاغرة في قواعد بياناتهم.
كما استطلعت الشركات آراء أكثر من 500 شركة وموظف في هذه الأسواق.
قال أوزوالد يو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “جلينتس”: “هناك الآن إعادة توزيع للمواهب التقنية من شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات التي لا تزال في مرحلة النمو إلى الشركات الناشئة في المراحل المبكرة، وهو أمراً نعتقد أنه صحي للغاية بالنسبة للنظام البيئي”.
وأضاف في مقابلة مع مجلة “نيكاي آسيان ريفيو” اليابانية، أن “المنافسة ستكون أقل قليلاً على المواهب التقنية مقارنة بالعامين الماضيين”.
وأوضح أن “الطلب لايزال مرتفعاً على المواهب التقنية نظراً لأننا نشهد زيادة في الطلب من القطاعات التقليدية، مثل قطاعي البنوك والتجزئة، التي تعمل على رقمنة أعمالها”.
تشير الدراسة إلى أن المهندسين كانوا أكثر العمال المطلوبين في الأسواق الإقليمية الثلاثة، حيث كانت تتوفر مناصب مثل نائب رئيس مهندس مقابل أجر أساسي سنوي يصل إلى 235,200 دولار في العام الماضي.
وكان الأشخاص ذوو المهارات المتخصصة في المنتجات والبيانات الأعلى أجراً، بعد القطاع الهندسي.
قال جاستن نجوين، الشريك العام في “مونك هيل فينتشرز”: “مازلنا نرى فجوة كبيرة جدًا في العرض والطلب”.
في فيتنام، على سبيل المثال، هناك نقص يقدر بحوالي 100 ألف مهندس كل عام، حسبما أشارت شركة رأس المال الاستثماري.
مع ذلك، ووسط تزايد ضغوط الركود وضعف آفاق جمع الأموال، اضطرت الشركات الناشئة أيضًا إلى أن تصبح أكثر انتقائية في التوظيف، مع تضييق النطاق على الأجور مقارنة بالأعوام السابقة عندما كان التمويل وفيرًا.
في الوقت نفسه، يتوقع التقرير أن يكون ارتفاع الأجور الخاصة بالأدوار التقنية “بطيئاً أو ثابتاً” خلال العام الجاري.