مربو النحل: ارتفاع أسعار السكة وحظر السعودية استيراد نحل العسل من مصر عصف بالإنتاج
لم تفلت ممالك عسل النحل من وطأة التضخم الذى ألقى بظلاله على هذه الصناعة، وقتل الملايين من النحل فى ظل تضاعف أسعار السكر – غذاءه الرئيسى أثناء أوقات غياب تزهير المحاصيل والتكاثر- فضلاً عن باقى مستلزمات الإنتاج من أخشاب وغيرها.
كما لعب حظر السعودية لاستيراد النحل الحى من مصر دورًا رئيسًا فى خفض الإنتاج من النحل، حيث تستحوذ المملكة وحدها على 80% من صادرات نحل العسل من مصر.
ويحكى مفيد موريس، رئيس مناحل عسل نحل الحوت، قصته فى تربية النحل والتحديات التى يواجهها منذ سبتمبر الماضى، حيث يواجه ارتفاع تكلفة السكر وزبادة تكلفة العمالة ونقص الإنتاج أيضًا.
وأرجع انخفاض إنتاج عسل النحل نتيجة لموت ملايين النحل مع نقص السيولة لدى المربين فى وقت ارتفعت فيه أسعار السكر، حيث لجأت الشركات إلى تقليل كميات السكر المستخدم فى تغذية النحل فى أوقات غياب عمليات التزهير عن المحاصيل الزراعية والتكاثر.
وتوقع انخفاض إنتاج عسل النحل خلال العام الجارى لأكثر من النصف نتيجة للعوامل السابقة، قائلا: «يعتمد النحل على المحلول السكرى فى غياب الزهور وتسمى هذه الفترة «البطالة» للنحل، حيث لا يستفيد المربى من النحل هذه الفترة، وتكون التكلفة عالية بدون عائد، مما تسبب فى ترك عدد من النحالين النحل دون غذاء».
وأشار إلى زيادة تكلفة إنتاج العسل بنسبة 125% خلال عام، فى حين ارتفعت أسعار المنتج فى السوق بمتوسط 50%.
ولفت إلى أن ثقافة الاستهلاك لعسل النحل محدودة، ويعتبرها المستهلك سلعة ثانوية، مما يخفض حجم الطلب مع أى زيادة فى اسعار المنتجات الغذائية الأساسية الأخرى.
وقال إن الشركة تسعى لتصدير عسل النحل لمواجهة تراجع الطلب المحلى وعدم تقبل الأسواق لزيادة الأسعار رغم ضغوط التكلفة، وتعتزم الشركة للتسجيل لدى هيئة سلامة الغذاء لإدراجها بالقائمة البيضاء، لفتح باب التصدير لمنتجها.
وطالب بتيسير إجراءات الحصول على قروض بفائدة مخفضة لمنتجى النحل وعسل النحل لمواجهة أزمة نقص السيولة وارتفاع التكلفة، فضلا عن أهمية إدراج قطاع تربية النحل وإنتاج العسل ضمن القطاعات المدرجة فى مبادرات الإقراض بفائدة مخفضة، للحفاظ على نحو 25 ألف أسرة تعمل فى تربية النحل والعسل.
وشدد على أهمية تسهيل استخراج الشهادات المطلوبة للتصدير وخفض تكلفتها لمساعدة الشركات للتوسع بتصدير منتجها.
وقال إبراهيم ماضى، رئيس جمعية مربى النحل فى الغربية، إن حظر استيراد السعودية لنحل العسل من مصر كان أحد أهم الأسباب فى عدم اهتمام النحالين بتغذية النحل للتكاثر هذا العام، حيث تستقبل المملكة نحو 80% من صادرات النحل من مصر سنوياً، الأمر الذى تسبب فى مشكلات كبيرة للنحالين الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم من التصدير مع تعثر المصدرين لنحل العسل «الحى» عن السداد بعد وقف التصدير.
وأشار إلى أن السعودية فرضت حظرًا على استيراد نحل العسل ووضعت شروطًا لتنفيذها لعودة استقبال المنتج من مصر مستقبلا، ولم يتسنى للشركات التصدير فى فبراير الماضى مع بدء موسم التصدير، كما تسببت زيادة أسعار السكر فى خفض حجم تغذية النحل خلال فترة التكاثر هذا الموسم مما تسبب فى انخفاض حجم النحل.
وتعد مصر الأولى عالميا فى تصدير طرود النحل الحى، حيث يبلغ إجمالى ما تصدره مصر إلى الخارج حوالى 1.3 مليون طرد نحل حى كل عام، كما تم تصدير نحو 3200 طن عسل إلى الخارج خلال 2021.
كما تصدر مصر منتجات نحل العسل ومستلزمات الإنتاج بنحو 300 مليون دولار، ويبلغ إجمالى إنتاج مصر من عسل النحل نحو 30 ألف طن، وتمتلك مصر نحو 2 مليون طائفة وخلية نحل، حيث يعمل فى مجال تربية نحل العسل فى مصر نحو 25 ألف أسرة.
وقال ماضى إن التغذية الجيدة للنحل يتوقف على أساسها حجم التكاثر وإنتاج النحل الذى ينتج العسل بعد ذلك، وذلك فى ظل تضاعف أسعار السكر من 10 جنيهات فى أبريل الماضى إلى 20 جنيها للكيلو حاليًا، بالإضافة إلى ارتفاع كبير فى باقى مدخلات الإنتاج.