يعود أثرياء البر الرئيس الصيني وجنوب شرق آسيا والولايات المتحدة وأوروبا من جديد إلى هونج كونج بعد إلغائها لقيود كوفيد وإعادة فتح اقتصادها.
عانت هونج كونج، التي اضطرت لاتباع نسخة من سياسات “صفر كوفيد” لبكين والتي تنطوي على واحدة من أطول عمليات الإغلاق بالعالم، انكماشاً اقتصادياً نسبته 3.5% العام الماضي، حيث كافحت المنطقة أخطر تفشي لكورونا.
استأنفت المنطقة السفر دون الحجر الصحي مع بقية العالم في أواخر العام الماضي فقط، ولم تعد تفتح حدودها مع البر الرئيس الصيني حتى فبراير، بعد تحول بكين المفاجئ بشأن قيود كورونا.
وإضافة إلى منح هونج كونج دفعة قوية، فإن العودة للحياة التجارية الطبيعية أعادت إحياء المنافسة مع أكبر منافس إقليمي للمدينة، وهو سنغافورة، لتكون المركز المالي الرئيسي لآسيا.
كسبت الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا ميزة على هونج كونج عبر إعادة فتح أبوابها أمام العالم قبل أشهر، وسجلت نمواً بنسبة 3.6% في ناتجها المحلي الإجمالي في 2022، بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
هناك أرقام أخرى تحكي قصة مشابهة، فقد عاد عدد المسافرين إلى مطار سنغافورة بنسبة 70% من مستويات ما قبل الوباء، بينما تجاوز عدد المسافرين عبر مطار هونج كونج نصف الرقم المسجل في 2019 بقليل.
كما هاجر كثير من أصحاب المليارات الصينيين إلى سنغافورة أثناء الوباء، وتوجهت بعض البنوك الأجنبية لنقل موظفيها من هونج كونج إلى الدولة المدينة.
لكن عندما يتعلق الأمر بإدارة الثروات، فإن هونج كونج لا تزال تتمتع بميزة تنافسية كبيرة بسبب قربها الجغرافي من البر الرئيس الصيني، فضلاً عن كونها سوق مالية أكبر من كثير من أقرانها الإقليميين.
حددت مجموعة هورون البحثية، التي تتتبع ثروات الأثرياء في الصين، في تقرير حديث، نحو 138 ألف أسرة تبلغ صافي ثروتها أكثر من 100 مليون يوان “أي 14.5 مليون دولار” ابتداء من 2022.
في الوقت نفسه، تعد سنغافورة متأخرة كثيرا فيما يتعلق بالموارد المالية.
كان لدى هونج كونج 67 ملياردير، ممن تبلغ صافي ثروتهم مليار دولار على الأقل، بثروة تراكمية بلغت 383 مليار دولار العام الماضي، وفقا لتقرير أصحاب المليارات في العالم الصادر عن بنك “يو.بي.إس” الذي نشر في ديسمبر، مقارنة بـ26 ملياردير في سنغافورة، بإجمالي 107 مليارات دولار.
وشهد كلاهما انخفاضاً في عدد المليارديرات، وفي إجمالي ثروة المليارديرات، على أساس سنوي.
مع ذلك، لا تزال هونج كونج تتمتع بجاذبية، خاصة بالنسبة لبعض العائلات الصينية، لأسباب تتعلق بقربها من الصين.