وزارة الزراعة الأمريكية تخفض توقعاتها لإنتاج البنجر.. وترجح استقرار “القصب”
1200 جنيه سعر التوريد المتوقع لطن البنجر والقصب خلال موسم 2023-2024
تزايد طلب مصانع السكر على البنجر، وفى ظل أنه يكفل ربح أعلى فإنه يحفز الفلاحين على زراعة المزيد، لكن خلال العام التسويقى 2022-2023، الذى بدأ فى يناير 2023، فإن بنجر السكر كان عرضة لمرض “ريزومانيا”، ودفع ذلك وزارة الزراعة الأمريكية، لخفض تقديراتها لإنتاج بنجر السكر والسكر المكرر بنحو 10% لكل منهم.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية، إن مصر تتوسع فى تدشين مصانع السكر، ما يؤدى لاستيعاب المزيد من الإنتاج، وينعكس ذلك فى زيادة المساحات الخاصة بالبنجر.
وتوقعت الوزارة زيادة المساحة المزروعة 2% خلال الموسم التسويقى 2023-2024 لتصل إلى 691.9 ألف فدان، ووصول سعر التوريد إلى 1200 جنيه بدلًا من 1100 جنيه للطن فى الموسم التسويقى 2022-2023.
وقالت الوزارة، إن مرض “الريزومانيا”، وهو أحد الأمراض التى تصيب التربة ويسبب خسائر قد تصل إلى 100% من الحقول الموبوءة، مٌتفشى فى عدد من الحقول بمصر، ورغم عدم إعلان الحكومة المصرية بشكل رسمى عن الوباء لكن تقارير من مصادرهم ومزارعى البنجر أكدت أن العديد من الحقول خاصة فى المساحات المستصلحة بالصحراء أصيبت به.
ورغم أن الخسائر لم يتم تحديدها بدقة، لكن المصادر قدرتها بـ10% من الإنتاج المحلى، ولذا خفضت الوزارة تقديراتها لإنتاج البنجر إلى 10.59 مليون طن طن مقابل 11.77 طن فى التقديرات السابقة.
وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن يستمر الوباء فى التأثير على الإنتاج خلال العام التسويقى 2023-2024 ليرتفع 1.8% فقط، عند 10.78 مليون طن.
وأشارت إلى أن هناك العديد من المشاريع من المنتظر دخولها فى مجال إنتاج البنجر، بينهم مشروع “مستقبل مصر”، الذى يستهدف إنتاج عدد من المحاصيل الاستراتيجية بينها بنجر السكر فى الدلتا الجديدة، وخصص لذلك 35 ألف فدان، وبحسب مصادر الوزارة، فإن وباء الريزومانيا متفشى فى تلك المنطقة.
وذكرت أن شركة إماراتية حصلت فى الموسم التسويقى 2019-2020 على أرض بمساحة 180 ألف فدان لزراعة بنجر السكر باستثمارات مليار دولار، وتستهدف الشركة إنتاج 450 ألف طن فى المراحل الأولية، ومن المتوقع أن تزرع 20 ألف فدان خلال الموسم التسويقى 2022-2023، على أن ترتفع إلى 32 ألف فدان خلال الموسم التسويقى 2023-2024.
وفى مصر يتم زراعة البنجر فى أغسطس وسبتمبر، ويتم حصاده فى مارس وأبريل، ومعظم البنجر يتم زراعته من خلال مزارعين مستقلين يتعاقدون مباشرة مع المصانع لبيع محصولهم، وبعض المحصول يتم زراعته على أرض مؤجرة من قبل المصانع الخاصة، بحسب تقرير وزارة الزراعة الأمريكية.
وأشارت الوزارة إلى أن البنجر يُزرع فى منطقة الدلتا، لكن هناك أماكن متفرقة للزراعات فى صعيد مصر، وتحديدًا فى المنيا، وأيضًا فى توشكى.
ووفق التقرير، لا تنتج مصر بذور البنجر محليًا، بسبب ما تطلبه من درجة حرارة والتعرض الأطول لضوء الشمس، بجانب ظروف أخرى غير متوفرة، إذ يتطلب إنتاج البذور، الاحتفاظ بالجذور لمدة 3 أشهر تحت درجة حرارة 46.6 فهرنهايت، مع التعرض لضوء الشمس لمدة 16 إلى 18 ساعة.
ونتيجة لذلك تعتمد مصر على سلالات البذور المستوردة من ألمانيا، والدنمارك، وفرنسا، والسويد، ولتجنب فشل المحصول، توزع وزارة الزراعة المصرية ما بين 20 و30 سلالة مختلفة لتجنب مخاطر الاعتماد على سلالة واحدة، قد تفشل فى مقاومة الضغوط الحيوية وغير الحيوية، بحسب التقرير.
وأشارت وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن معهد بحوث المحاصيل السكرية، بالتعاون معها فى 2018، بدأ برنامج تربية سلالات بذور مناسبة للبيئة فى مصر، وتم اختيار 22 سلالة أمريكية لاختبار تحملهم الحرارة، وأظهرت الأبحاث أن 7 منهم مناسبين، وواصل المعهد تجاربه العام الماضى ووجد أن بين الـ7 سلالات هناك سلالتين أظهرتا مؤشرات جيدة، وكانوا أكثر قابلية للتكيف مع أحوال المناخ فى مصر.
وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية استقرار المساحات المزروعة من قصب السكر خلال العام التسويقى المقبل عند 336 ألف فدان.
وتتركز زراعة قصب السكر فى مصر، والتى تبدأ فى موسم الربيع والخريف وتحتاج 12 شهر لتنمو، حول مصانع تكرير السكر فى صعيد مصر، وتمثل أكثر من 77% من إنتاج القصب بالبلاد، وفى مصر الوسطى يتم زراعة 15% من القصب، وفى الدلتا تُزرع 8%.
وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية رفع أسعار التوريد إلى 1200 جنيه خلال الموسم التسويقى 2023-2024 مقابل 1100 جنيه حددتها الوزارة فى الموسم التسويقى 2022-2023، بما يعوض زيادة تكلفة الإنتاج.
وكانت الحكومة قد رفعت سعر توريد طن القصب من 810 جنيهات للطن إلى 1100 جنيه، وقال على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية فى تصريحات سابقة، إن ذلك بهدف تشجيع المزارعين على رفع معدلات التوريد خاصة بعد ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج والأسعار العالمية مؤكدًا أن هذه الأسعار تحقق توازنا بين تكلفة الإنتاج وتحقيق ربح مجزِ للمزارعين.
ورجحت وزارة الزراعة الأمريكية، استقرار إنتاج القصب عند 14.3 مليون طن خلال الموسمين، فى ظل استقرار حجم المساحات المزروعة.
وفى تصريحات سابقة لـ”البورصة”، قال عصام البديوى رئيس مجلس إدارة شركة السكر والصناعات التكاملية، إن الموسم الأول لتوريد وإنتاج سكر القصب الذى بدأ فى ديسمبر الماضى انتهى بتوريد 7.35 مليون طن قصب وإنتاج 770 ألف طن من السكر، وهو أقل من المستهدف فى بداية الموسم عند 8 ملايين طن قصب و850 ألف طن سكر، فى ظل انخفاض المساحات المزروعة من 248 ألف فدان إلى 235 ألف فدان.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية، إنه فى ظل الأهمية الاقتصادية والثقافية لإنتاج قصب السكر، يجب أن يكون اهتمام كاف لمكافحة الآفات، فى ظل أن أكثر من 200 ألف أسرة فى صعيد مصر يعتمدون فى معيشتهم على زراعة قصب السكر لذلك فإن أى اضطراب فى زراعة القصب من شأنه أن يضر بما يقارب مليون شخص، كما أن 300 ألف أسرة من العاملين بالصناعات التكاملية لعملية إنتاج السكر من القصب ستتأثر.
