التجارة الحرة الإفريقية: القارة السمراء باستطاعتها إطعام 9 مليارات شخص بحلول 2050


أكد وامكيلي ميني الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية أن التكامل التجاري القاري والإقليمي أصبح ضرورة ملحة لتحسين الأمن الغذائي والاستدامة في أفريقيا، مشيرا إلى أن القارة تتمتع بإمكانية إطعام 9 مليارات شخص في العالم بحلول عام 2050، أي أكثر بكثير من سكان العالم الحاليين، وفقا لما أعلنه مؤتمر القمة الأفريقي للأغذية (يناير 2023).

وقال ميني -خلال كلمته بالدورة السابعة لمنتدى القيادة الأفريقية ALF الذي تعقده أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية ومعهد Uongozi – إن هذه الدورة السابعة لمنتدى القيادة الأفريقية تتيح فرصة مهمة لتركيز الجهود على عنوان انعقاد هذا المنتدى وهو “تعزيز التجارة داخل أفريقيا من أجل إطلاق الإمكانات الزراعية في أفريقيا”.

وأضاف أنه يمكن لأفريقيا أن تكتفي ذاتيا من الإمدادات الغذائية، فقط إذا أطلقت العنان لإمكاناتها الزراعية بشكل كامل، داعيا إلى الإسراع بالتدابير المتعلقة بإزالة الحواجز التي تمنع التجارة بين الدول الأفريقية في المنتجات الزراعية، وزيادة الاستثمارات في التصنيع الزراعي، وتعزيز الزراعة المقاومة للمناخ.

وقال ميني -خلال المنتدى الذي يعقد اليوم وغدا تحت رعاية نانا أكوفو أدو رئيس جمهورية غانا- “نجتمع في وقت يسوده القلق على نطاق واسع بشأن التأثير المحتمل للتحديات المتعددة والصدمات الخارجية على النظم الزراعية والغذائية في أفريقيا، بما في ذلك تغير المناخ، ووباء Covid-19 الأحدث والصراع بين روسيا وأوكرانيا”.

ولفت الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية إلى أنه في جميع أنحاء أفريقيا تشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي عند مستوى متوسط أو حاد قد زاد من 512 مليون شخص في عام 2014 إلى 794.7 مليون شخص في عام 2021، أي ما يقرب من 60٪ من سكان القارة.

وأوضح أنه في عام 2022، واجه أكثر من 20 مليون شخص وما لا يقل عن 10 ملايين طفل نقصًا حادًا في الغذاء بسبب فشل المحاصيل وأربعة مواسم جفاف متتالية.

كما أشار إلى أن تقرير استعراض برنامج الاتحاد الأفريقي الشامل للتنمية الزراعية الأفريقية (CAADP) للعامين (2019-2021) كشف أن أفريقيا ليست على المسار الصحيح لتحقيق هدفها المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2025، حيث تظل مستوردا صافيا للأغذية، ولايزال طلبها على سلع مثل الحبوب واللحوم ومنتجات الألبان والدهون والزيوت والسكر يفوق العرض المحلي.

وتابع أنه فيما يتعلق بالقمح، بلغ متوسط فاتورة الواردات السنوية الأفريقية في 2020-2022 من العالم 15.7 مليار دولار، وبالنسبة إلى الأرز كان متوسط فاتورة الاستيراد لنفس الفترة 6.8 مليار دولار في العام، إذ تعتمد القارة بشكل كبير على مصادر من خارج أفريقيا لواردات المنتجات الغذائية والزراعية، في الوقت الذي لا يوجد سبب يجعل أفريقيا قارة مستوردة صافية للأغذية، حيث تبقى التجارة الزراعية بين البلدان الأفريقية عند نسبة أقل من 20 في المائة مقارنة بأكثر من 60 في المائة في أوروبا وآسيا.

كما أوضح أن فاتورة الواردات الغذائية لأفريقيا جنوب الصحراء بلغت 48.7 مليار دولار في عام 2019 مقارنة بـ 46.9 مليار دولار في عام 2018، وبلغت فاتورة استيراد الأغذية لأفريقيا بأكملها حوالي 80 مليار دولار سنويًا خلال الفترة 2015-2017. وبالنسبة للفترة من 2020 إلى 2022، ارتفعت الفاتورة السنوية إلى 84 مليار دولار، بينما بلغت التجارة البينية في المنتجات الغذائية الزراعية 11.4 مليار دولار، وهو ما يمثل 14 في المائة فقط من قيمة المنتجات الغذائية الزراعية التي تستوردها إفريقيا من العالم.

وشدد ميني على أن هناك حاجة ماسة إلى تسريع الإنتاج الزراعي لخفض فواتير استيراد الأغذية، وإنعاش الاقتصادات الريفية، وإبطاء الهجرة من الريف إلى الحضر، وتوسيع عائدات النقد الأجنبي وخلق فرص العمل، حيث يلعب التكامل التجاري القاري والإقليمي دوراً رئيسياً، منوها بأنه مما يميز العام الجاري إعلان اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية موضوع العام للاتحاد الأفريقي وأيضًا الذكرى الستين لمنظمة الوحدة الأفريقية – الاتحاد الأفريقي حاليًا.

واستطرد الأمين العام بقوله إن أفريقيا تمتلك ما لا يقل عن سدس الأنواع النباتية العالمية، مع العديد من المحاصيل الغذائية من أصل أفريقي؛ مثل أنواع القمح والشعير والدخن والذرة الرفيعة والقهوة واللوبيا وزيت النخيل؛ فضلا عن 65٪ من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، و30٪ من المعادن والموارد المائية الغنية والعمالة الوفيرة وأشعة الشمس الرائعة.

وأردف أنه لا يمكن لأفريقيا أن تضمن أن دولها ومناطقها تحظى بفائض من الغذاء إلا من خلال التجارة الفعالة عبر الحدود، إذ يمكن للدول ذات الفائض من المنتجات الزراعية إرسال الإمدادات بسرعة إلى الدول أو المناطق المجاورة التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي الهائل، وحان الوقت لأفريقيا أن تطعم نفسها.

وأضاف “الآن هو الوقت المناسب لاتخاذ قفزة أخرى نحو التكامل القاري عن طريق استبدال النسبة المئوية لوارداتنا بالواردات الأفريقية، ولا يوجد قطاع آخر أنسب لذلك من المنتجات الزراعية.”

وذكر أن أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تجري استعراضاً للفرص المتاحة في سلاسل القيمة المختلفة بما في ذلك القطن واللحوم والبن والحبوب، لمساعدة الدول الأعضاء على فهم الإمكانات الكاملة لسلاسل القيمة في المساهمة في التجارة البينية الأفريقية وعلى نطاق أوسع.

يعقد المنتدى بحضور الدكتور جاكايا كيكويتي راعي منتدى القيادة الأفريقية والرئيس السابق لجمهورية تنزانيا، وأولوسيغون أوباسانجو الرئيس السابق لجمهورية نيجيريا الاتحادية، الرئيس جودلاك جوناثان الرئيس السابق لجمهورية نيجيريا الاتحادية، والرئيس إيرنيست باي كوروما الرئيس السابق لجمهورية سيراليون، إلين جونسون سيرليف، الرئيسة السابقة لجمهورية ليبيريا.

 

أ ش أ

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

مواضيع: أفريقيا

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://alborsanews.com/2023/05/25/1671545