قال مسؤولون يوم السبت إن 288 على الأقل لقوا حتفهم في أسوأ حادث قطارات في الهند منذ أكثر من عقدين، بعد أن خرج قطار ركاب عن القضبان واصطدم بآخر في شرق البلاد في حادث أنحى فيه تقرير أولي باللائمة على عطل في نظام الإشارات.
كما شهد الحادث الذي وقع يوم الجمعة اصطدام أحد القطارين بقطار بضائع كان متوقفا قرب موقع الحادث في منطقة بالاسور بولاية أوديشا، مما تسبب في تشابك العربات المحطمة وخلف 803 مصابين.
وقال كيه.إس أناند كبير مسؤولي العلاقات العامة في شركة ساوث إيسترن للسكك الحديدية إن عدد القتلى وصل إلى 288.
وقال شاهد من رويترز إن الجثث لا تزال عالقة في العربات المحطمة وإن عملية الإنقاذ مستمرة، بينما من الممكن أن يرتفع عدد القتلى.
وقال أناند إن تقريرا أوليا يشير إلى أن الحادث وقع نتيجة لتعطل نظام الإشارات.
وأضاف “كان من المفترض أن يسير قطار كوروماندل إكسبرس في الخط الرئيسي، لكن الإشارة مُنحت له للسير في خط التحويلة بدلا من ذلك، واصطدم القطار بقطار بضائع متوقف هناك بالفعل. وانقلبت عرباته على جوانبها فوق المسارات، ما تسبب في خروج هوراه سوبرفاست إكسبرس عن مساره”.
وقال أنوبها داس، وهو أحد الناجين من الحادث، إنه لن ينسى ما حدث أبدا. وأضاف “لقد هلكت عائلات، أجساد بلا أطراف ودماء غزيرة على السكة الحديدية”.
وأظهرت لقطات فيديو عربات قطار خارجة عن القضبان ومسارات تالفة فيما أخذت فرق الإنقاذ تبحث بين العربات المتضررة لإخراج ناجين ونقلهم إلى المستشفى.
وكانت الجثث متناثرة فوق الأرض الملطخة بالدماء في مدرسة تحولت إلى مشرحة مؤقتة، وساعدت الشرطة الأقارب في تحديد هوية الجثث المغطاة بأقمشة بيضاء وموضوعة داخل حقائب.
ووصل رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى موقع الحادث وتحدث مع عمال الإنقاذ وتفقد الحطام. والتقى أيضا ناجين في المستشفيات.
وقال مودي “أجريت تقديرا للموقف في موقع المأساة في أوديشا. لا يمكن أن تصف الكلمات بالغ حزني. نظل ملتزمين بتوفير جميع المساعدات اللازمة للمتضررين”.
وقال وزير السكك الحديدية أشويني فايشناو إن أسرة كل قتيل ستحصل على تعويض يبلغ مليون روبية (12 ألف دولار)، بينما سيحصل كل من المصابين بجروح خطيرة على 200 ألف روبية والمصابين بجروح طفيفة على 50 ألف روبية. كما أعلنت بعض حكومات الولايات عن تعويضات.
وقال فايشناو للصحفيين بعد تفقد موقع الحادث “إنه حادث كبير مأساوي… ينصب تركيزنا بالكامل على عمليات الإنقاذ والإغاثة، ونحاول ضمان حصول المصابين على أفضل علاج ممكن”.
قال أحد الناجين، الذي لم يكشف عن اسمه، لقناة (إن.دي.تي.في) الإخبارية “كنت نائما… ضوضاء الحادث أيقظتني. وفجأة رأيت ما بين 10 و15 شخصا فارقوا الحياة. استطعت الخروج من عربة القطار، ثم رأيت جثثا كثيرة تقطعت أوصالها”.
وأظهرت لقطات مصورة يوم الجمعة رجال الإنقاذ وهم يتسلقون حطام أحد القطارات للبحث عن ناجين، بينما طلب ركاب المساعدة وكانوا يجهشون بالبكاء بجوار الحطام.
ووقع التصادم فى حوالى الساعة 19:00 بالتوقيت المحلى (1330 بتوقيت جرينتش) يوم الجمعة عندما اصطدم القطار هوراه سوبرفاست إكسبرس الذي ينطلق من بنجالورو إلى هوراه بولاية غرب البنغال بقطار كوروماندل إكسبرس الذي ينطلق من كولكاتا إلى تشيناي.
وبحسب السكك الحديدية الهندية، فإن شبكتها تنقل أكثر من 13 مليون شخص يوميا. لكن لها سجل سلامة متفاوت بسبب تقادم بنيتها التحتية.
وقال براديب جينا المسؤول بولاية أوديشا في تغريدة إنه تم إرسال أكثر من 200 سيارة إسعاف إلى مكان الحادث و100 طبيب إضافيين، فضلا عن 80 طبيبا هناك بالفعل.
وفي وقت مبكر من يوم السبت، أظهر مقطع فيديو لرويترز رجال الشرطة وهم ينقلون جثثا مغطاة بأقمشة بيضاء بعيدا عن قضبان السكك الحديدية.
ووقعت أكثر حوادث القطارات دموية في الهند في 1981 حين سقط قطار من فوق أحد الجسور في نهر بولاية بيهار مما أودى بحياة نحو 800.
رويترز