أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد على تطلعها للتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في البناء على الشراكة القائمة في الملف المشترك بين المنظمة والوزارة ومرفق البيئة العالمي في مشروعات التكيف والأمن الغذائي، من خلال التوجه لإشراك القطاع الخاص بالعمل على مشروع للتكيف يتعلق بإدارة استخدامات الأراضي بالشراكة مع القطاع الخاص لدعم صغار المزارعين وربات البيوت، مع تحقيق هدف التخفيف في الوقت ذاته بتقليل الانبعاثات من قطاع الزراعة، مشيرة إلى أنه فرصة واعدة للتعاون المشترك في الربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي واستخدامات الأراضي والمجتمعات المحلية.
جاء ذلك خلال لقاء وزيرة البيئة اليوم الأربعاء مع عبد الحكيم الواعر، مساعد المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) والممثل الإقليمي للمنظمة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا والوفد المرافق له، لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات مشروعات التكيف وربط تغير المناخ والتنوع البيولوجي واستخدام الأراضي والمجتمعات المحلية.
وفي بداية اللقاء، رحبت الوزيرة بممثل منظمة الفاو، معربة عن شكر الحكومة المصرية للمنظمة على التحالف البناء والمميز في إعداد مؤتمر المناخ (COP27)، واعتبرتها شريكا مهما في النجاح المحقق، خاصة في إعداد والخروج بمبادرة الغذاء والزراعة للتحول المستدام FAST، والدعم الفني في تقديم مأكولات منخفضة الكربون لأول مرة في تاريخ مؤتمرات المناخ.
وأوضحت أن مصر تولت مهمة قيادة العالم للربط بين المناخ والتنوع البيولوجي من خلال رئاستها لمؤتمر المناخ (COP27) بتضمين يوم كامل للتنوع البيولوجي لأول مرة في تاريخ مؤتمرات المناخ، وأيضا بقيادة مشتركة مع كندا لمفاوضات الإطار العالمي للتنوع البيولوجي في مؤتمر التنوع البيولوجي( COP15)، بحيث يكون المناخ في قلب هذا الإطار، مؤكدة أن مصر والمنظمة يمكن أن يقدما لهذا الإطار فرصة عظيمة بصياغة إجراء تنفيذ له من خلال مشروع يربط تغير المناخ والتنوع البيولوجي واستخدام الأراضي والمجتمعات المحلية، وربط هذا بتحقيق أحد أهداف الإطار وهو إعلان 30% من الأراضي والمياه مناطق محمية بحلول 2030 .
وأشارت إلى اهتمام وزارة البيئة بدمج المجتمعات المحلية في صون الموارد الطبيعية وإدارة المناطق المحمية وخلق فرص عمل لهم بها، مما دفعها لإطلاق حملة “حكاوي من ناسها” لإقامة حوار للمجتمعات المحلية، بهدف الحفاظ على تراثهم وتقاليدهم وعاداتهم، وذلك في 11 قبيلة تعيش داخل المحميات الطبيعية، وللتأكيد على فكرة أن السياحة البيئية لا تقتصر على المكان فقط ولكن أيضا حياة سكانه وعلاقتهم بالطبيعة المحيطة التي نتج عنها إرثهم الثقافي والفني، منوهة إلى إمكانية التعاون في دعم هذه المجتمعات التي يعمل بعضها بالزراعة لتعزيز قدراتهم على صون التنوع البيولوجي ومواجهة آثار تغير المناخ.
من جانبه، أعرب عبد الحكيم الواعر الممثل الإقليمي لمنظمة الفاو، عن تطلعه لمزيد من التعاون مع وزارة البيئة، خاصة بعد النجاح المحقق في مؤتمر المناخ (COP27) في الربط بين المشكلات البيئية والمناخ، والبناء عليه لتحقيق مزيد من النجاح في مؤتمر المناخ القادم (COP28)، موضحا أن مصر من الدول ذات الأولوية للمنظمة للتعاون والشراكة في العديد من المجالات، في ظل الاستراتيجيات التي عملت على تطويرها المنظمة خلال السنوات الماضية في مجالات المناخ والتنوع البيولوجي وإدارة الأراضي.
وأكد إمكانية الشراكة في مجالات جديدة واعدة ومنها تطوير النظام البيئي للواحات المرتبط بشكل كبير بالمحميات الطبيعية وتحقيق استدامة سبل المعيشة للمجتمعات المحلية، وأيضا التعاون في مجال مخلفات الطعام والحد من إهداره، بالإضافة إلى التعاون في الاستفادة من المرحلة الجديدة لبرنامج الجاهزية لصندوق المناخ الأخضر المعني بتنفيذ الخطط الوطنية للتكيف (2024 – 2027 ).
ورحبت الوزيرة بإمكانية التعاون في مبادرة تطوير النظام البيئي للواحات، وأيضا مجال مخلفات الطعام والحد من هدره خاصة في ظل إصدار مصر لأول قانون لإدارة المخلفات بأنواعها، ودور وزارة البيئة التخطيطي والتنظيمي والرقابي في منظومة إدارة المخلفات والعمل على إشراك القطاع الخاص وتحديد الأدوار والمسئوليات.
كما دعت الوزيرة المنظمة للمشاركة في المنتدى الوطني الأول للاستثمار البيئي والمناخي في يوليو القادم تحت رعاية رئيس الجمهورية وبحضور رئيس مجلس الوزراء، والذي سيحول الحوار حول البيئة إلى طريق لجذب مزيد من الاستثمارات للدولة وتوفير فرص عمل خضراء، حيث سيعرض فرص الاستثمار الواعدة في عدد من المجالات مثل البيوجاز والوقود الحيوي وتحويل المخلفات لطاقة، وأيضا فرص الاستثمار في المحميات.
أ.ش.أ