تكثف زامبيا جهودها حاليا لمعالجة أوجه القصور في تراجع صناعة النحاس لديها، وضخ استثمارات جديدة لتعزيز الصناعة، أملا في النهوض بالاقتصاد الوطني ومعالجة أزمة الديون الخارجية.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأحد، أنه مع تدهور رأسمالها التعديني السابق والقائم على صناعة النحاس، تسعى الدولة الواقعة في وسط إفريقيا إلى ضخ استثمارات جديدة للمساعدة في عكس أخطائها السابقة حيث تراجع إنتاج النحاس في زامبيا إلى أقل مستوى له خلال سبع سنوات في 2022، مما وجه ضربة لطموح الحكومة التي سعت إلى زيادة الإنتاج بأكثر من الضعف.
وأشارت إلى أن العديد من رجال الأعمال الأثرياء حول العالم، بمن فيهم بيل جيتس وجيف بيزوس وأندريسين هورويتز، وشركات عالمية كبرى، توجهت مؤخرا إلى بلد النحاس في إفريقيا للتنقيب عن المعدن المطلوب بشدة حاليا خاصة في ضوء التحول إلى الطاقة الخضراء عالميًا.
ويقول أليكس ماثيوز، المدير القطري لشركة كوبولد العالمية للتعدين في زامبيا إن الشركة الناشئة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها توفر تقنية الذكاء الاصطناعي لتوجيه أفضل لوضع واستكشاف المعادن، والتي تكلف مليون دولار لكل مرة، مضيفا “هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص في العالم ممن لديهم الدعم للقيام بشيء كهذا”.
وأوضحت الصحيفة أن الدعم والرغبة في النهوض بصناعة النحاس في زامبيا يأتي من بعض أقوى أصحاب رؤوس الأموال المغامرين في العالم بما في ذلك شركة “بريكثرو إينيرجي فينتورز”، بدعم من بيل جيتس وجيف بيزوس وأندريسين هورويتز، الأمر الذي يمثل أحد الأمثلة على التدفق النقدي من خارج عالم التعدين التقليدي لمعالجة النقص الذي يلوح في الأفق في مجال استخراج النحاس، وهو أحد أهم المواد الخام لانتقال الطاقة العالمي، وقد يشهد هذا الطلب طموح زامبيا لإحياء الصناعة في مقاطعة كوبربيلت الغنية برواسب المعادن.
وأضافت أنه بينما يمثل النحاس أحد أكبر صادرات زامبيا ومحركا لعملية النمو، فإن معظم الإنتاج الحالي يأتي من المناجم الواقعة في المقاطعة الشمالية الغربية وليس كوبربيلت المجاورة، والتي كانت مثل القلب النابض للصناعة ذات يوم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد التخلف عن سداد الديون السيادية في عام 2020، وتطوير المناجم الفاشلة ونقص الاستثمار في الحفر تحت حكم الرئيس السابق إدجار لونجو، يقوم الرئيس الحالي هاكيندي هيشيليما بمهمة وجهود كبيرة من أجل زيادة إنتاج النحاس في زامبيا بأكثر من ثلاثة أضعاف من حوالي 800 ألف طن سنويًا إلى أكثر من 3 ملايين بحلول نهاية 2032.
ووصفت “فاينانشيال تايمز” هدف زامبيا في هذا الملف بـ”الملحمي”، إذ يعني تحقيق ذلك تجاوز الإنتاج الحالي لجمهورية الكونغو الديمقراطية، أكبر منتج للنحاس في إفريقيا وجارة زامبيا في الشمال، والتي تلحق ببيرو، ثاني أكبر منتج بعد تشيلي.
وأوضحت أنه للاقتراب من هذا الهدف، يحتاج هيشيليما، رجل الأعمال الذي تم انتخابه في عام 2021، إلى جذب جيوب عميقة للتنقيب الجديد ولكن أيضًا المستثمرين الذين لديهم الرغبة في تطوير المناجم القديمة تحت الأرض التي واجهت تكاليف طاقة عالية.
وأشارت إلى وجود عامل آخر لا يقل أهمية عن العامل المادي وهو عنصر الجغرافيا؛ حيث تشترك زامبيا في نفس الهبات النحاسية عالية الجودة مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، ولكن يجب أن يسافر نحاسها 1800 كيلومتر أو أكثر، إلى حد كبير عن طريق الشاحنات إلى موانئ مثل خليج والفيس في ناميبيا أو دار السلام، ومع ذلك، فهي تتمتع باستقرار سياسي أكبر بكثير بالمقارنة مع جيرانها.
أ ش أ