الضبابية تحيط بتوقعات انتهاء التشديد النقدى فى البنوك المركزية الكبرى
ظلت آراء الأمريكية مستقرة بشأن التضخم فى أغسطس، رغم أنهم توقعوا ارتفاع أسعار الإيجارات والمنازل والطعام، فى حين أنهم بدوا أقل ثقة فى مؤسساتهم المالية بحسب مسح البنك الفيدرالى فى نيويورك، الذى نقلته رويترز.
وقال البنك إن ردود الأمريكيين على مسح ثقة المستهلك توقعت أن يسجل التضخم خلال 3 سنوات من الآن نحو 2.8% مقابل توقعات أن يسجل 2.9% فى يوليو، على أن يصل بعدها بعامين إلى 3% مقابل 2.9% متوسط توقعاتهم فى يوليو.
وتوقعوا أن يرتفع دخل الأسرة فى المستقبل بنسبة 2.9% فى مسح أغسطس، وهى أضعف قراءة منذ يوليو 2021، من 3.2% فى يوليو.
أفاد عدد قياسى من الأسر أن الحصول على الائتمان كان أكثر صعوبة، وتوقع عدد متزايد من المشاركين صعوبة الحصول على الائتمان فى الأشهر المقبلة، وكانوا أقل تفاؤلاً بشأن أوضاعهم المالية الحالية والمستقبلية، فى حين أصبحوا أقل تفاؤلاً بشأن سوق العمل.
خلال الأسابيع الأخيرة، أشار مسؤولو الاحتياطى الفيدرالى إلى مرحلة جديدة للسياسة النقدية بسبب الأدلة المتزايدة على أن التضخم المرتفع الذى دفعهم إلى رفع أسعار الفائدة بقوة يعود أخيرًا إلى هدف الـ2%، ومع ذلك، فقد أبقى المسؤولون على قيد الحياة احتمال أنهم قد يضطرون إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى.
وأبدى مسؤولو البنك المركزى تفاؤلهم بالأداء المتوقع للتضخم، لأنهم يعتقدون أن الاتجاه الذى يتوقع الجمهور أن تتجه إليه ضغوط الأسعار له تأثير قوى على الوضع الذى وصلوا إليه الآن، وهو ما يدعم تقديراتهم بأن التضخم فى طريقه للمستهدف.
قال رئيس بنك الاحتياطى الفيدرالى فى نيويورك، جون ويليامز، يوم الخميس الماضى، إن توقعات التضخم “كانت جيدة بشكل لا يصدق”.
وعلى نطاق أوسع، قال: “الأمور تتحرك فى الاتجاه الصحيح ولدينا سياسات نقدية فعالة، لكننا سنحتاج إلى الاستمرار فى الاعتماد على البيانات ومراقبة التطورات وتقييم ما يتعين علينا القيام به”.
وكشف استطلاع رأى أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” أن هناك تفاؤل بين الأمريكيين، لاقتصاد البلاد الوقت الراهن خاصة مع انخفاض معدلات التضخم.
وذكر الاستطلاع أن عددًا قليلاً من المستطلعين ينسبون تحسن الوضع الاقتصادى فى الولايات المتحدة للرئيس الأمريكى جو بايدن، إذ يقود الديمقراطيون والناخبون المستقلون التحول فى التصورات الأكثر إيجابية للاقتصاد، فيما تسلط حملة بايدن الضوء على انحسار المخاطر التى قد تنزلق بالولايات المتحدة إلى الركود.
وحتى الآن، لا يزال أغلب المستطلع آرائهم غير راضين على طريقة إدارة بايدن الأزمة الاقتصادية، معتبرين الرئيس الأمريكى فى مأزق رغم أن التضخم الأضعف وسوق العمل القوى عادة ما يساعدان شاغلى المناصب عندما يسعون لتولى فترة رئاسية ثانية.
ويرى كبير مسئولى الاستثمار فى “كوميرشيا ويلث مانجمنت” جون لينش، أن هناك فرصة لزيادة أسعار الفائدة 50 نقطة أساس خلال الأشهر المقبلة، رغم أن السوق يرى أن الفيدرالى قد انتهى من التشديد النقدى أو على وشك الانتهاء، بحسب ما نقله موقع ياهو فينانس.
وأشار إلى أن الفائدة على سندات الخزانة أجل 10 سنوات مازالت ترفع، وأن المستثمرين عليهم أن يبنوا مراكزهم الاستثمارية بتنوع يماثل الاحتمالات المتاحة أمام الفيدرالى.
ومن المنتظر صدور بيانات التضخم الأمريكية الأربعاء، وسط توقعات أن يرتفع التضخم السنوى إلى 3.6% خلال أغسطس مقابل 3.2% فى يوليو، وأن يصل التضخم الشهرى إلى 0.6% مقابل 0.2%، بحسب بيانات رويترز.
ولم تكن توقعات المزيد من تشديد السياسة النقدية مُقتصرة على الفيدرالى الأمريكى، إذ أشارت كاثرين مان، صانعة السياسات النقدية فى بنك إنجلترا، إلى أنها من المرجح أن تدعم المزيد من الزيادات فى أسعار الفائدة لمكافحة التضخم.
وحذرت أن المستثمرين يقومون بتسعير علاوة أكبر من أى وقت مضى على أصول المملكة المتحدة لمراعاة صدمات الأسعار المستقبلية.
وقالت إن إبقاء أسعار الفائدة ثابتة عند المستوى الحالى يخاطر بتمكين المزيد من استمرار التضخم والذى سيتعين التخلص منه فى نهاية المطاف بمقايضة أسوأ.
وتتعارض هذه التصريحات مع التعليقات التى أدلى بها زملائها من صانعى السياسة النقدية والتى تشير إلى أن بنك إنجلترا يقترب من نهاية أسرع سلسلة من زيادات أسعار الفائدة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وأشار محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلى الأسبوع الماضى إلى أن هذه الزيادات قد تكون قريبة من قمة التشديد النقدى وأيد كبير الاقتصاديين هيو بيل فى كيب تاون استراتيجية تثبيت أسعار الفائدة المرتفعة لبعض الوقت.
وقالت مان إن التوقف مؤقتًا أو إبقاء سعر الفائدة منخفضًا لفترة أطول يخاطر بأن يصبح التضخم متجذرًا بشكل أعمق، الأمر الذى سيتطلب بعد ذلك مزيدًا من التشديد فى المجمل.
ولم يكن الوضع أكثر وضوحًا لدى المركزى الأوروبى، فوسط توقعات أن يثبت المركزى الأوروبى الفائدة على اليورو خلال اجتماعه المقبل، بحسب استطلاع لرويترز.
قال بيتر كازيمير، عضو لجنة السياسة النقدية السلوفاكى، الأربعاء إن المركزى الأوروبى يجب أن يرفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، ربما للمرة الأخيرة، وهى توصية مماثلة لما طالبته بها مؤسسة التعاون الاقتصادى والتنمية.
ويبدو أن حمى التشديد النقدى انتقلت لآسيا، إذ قال محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، لصحيفة “يوميورى” إنهم قد ينهون سياسة سعر الفائدة السلبية، عندما يقترب التضخم من هدف الـ2%.
وقال أويدا فى تصريحات الأربعاء الماضى، إنه بنهاية العام قد يكون لديهن بيانات كافية لتحديد ما إذا كان يمكنه إنهاء أسعار الفائدة السلبية.