قالت وكالة بلومبيرج إن الضغوط تتزايد على المملكة العربية السعودية مع استمرار انخفاض أسعار البترول العالمية.
ونقلت الوكالة عن مذكرة لبنك «أوف أمريكا كورب» أن المملكة تواجه خيارين لا ثالث لهما، إما خفض إنتاجها من البترول أو التخلى عن ربط عملتها بالدولار.
وأضافت الوكالة أن سعر الريال فى العقود أجل 12 شهرا تراجع قرب أدنى مستوياته فى 13 عاما فى جلسة أمس الاثنين، ما يعكس تزايد الرهانات على تخفيض العملة لأول مرة فى ثلاثة عقود، حتى بعد ان أعلن وزير البترول السعودى أن الدولة مستعدة للعمل مع الدول الأعضاء الأخرى فى «الأوبك» لتحقيق الاستقرار فى الأسعار.
وضخت المملكة كميّات قياسية من البترول العام الجارى، قادت بها مجهودات الأوبك للدفاع عن حصتها فى السوق مع تداول خام برنت قرب أدنى مستوى فى ست سنوات.
وأشارت «بلومبيرج» إلى ان الانخفاض فى إيرادات البترول يجبر المملكة على الاستفادة من المدخرات وبيع الديون للحفاظ على ربط عملتها بالدولار.
وقال البنك إن السعودية سوف تواجه خيارا حاسما العام المقبل إما خفض الانتاج للمساعدة فى دعم الاسعار أو تعديل سعر صرف الريال لوقف التدهور فى الاحتياطيات الأجنبية.
وأوضح الاستراتيجيون فى البنك بقيادة فرانسيسكو بلانش، فى 19 نوفمبر الجاري، أن فك ارتباط الريال السعودى هو أول الأحداث غير المتوقعة التى يمكن أن تحدث فى سوق البترول العام المقبل، ورغم أنه خيار مستبعد جدا، فإن آثاره خطيرة للغاية.
واضافوا أنه من الأسهل كثيرا من الناحية السياسية تطبيق خفض متواضع فى إنتاج البترول، بدلا من تخفيض قيمة العملة.
وصرّح البنك بأن النمو العالمى الضعيف والتضخم فضلا عن قوة الدولار سيبقى على الرياح المعاكسة الضخمة لأسعار السلع المقومة بالدولار.
وتراجع خام برنت 1.8% يوم الاثنين بنحو 43.84 دولار للبرميل، بانخفاض 45% على مدى العام الماضى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لاتزال فيه احتياطيات المملكة العربية السعودية تجف بصعوبة على الرغم من تراجع صافى الأصول الأجنبية إلى أدنى مستوياتها لمدة ثلاث سنوات فى سبتمبر الماضى حيث خفّضت الحكومة الاحتياطيات المالية المتراكمة على مدى العقد الماضي، والتى هى من بين أعلى الاحتياطيات فى المنطقة بقيمة 646،9 مليار دولار.
وأعلن محافظ البنك المركزى فهد المبارك، فى سبتمبر الماضى أن الدولة سوف تحافظ على ربط العملة بالدولار طالما أن الاقتصاد يعتمد على البترول.
وأنتجت المملكة العربية السعودية، أكبر عضو فى منظمة البلدان المصدرة للبترول، أكثر من 10 ملايين برميل من البترول يوميا فى كل شهر من الأشهر الثمانية الماضية.
ووفقا لبيانات جمعتها بلومبرج ضخت المملكة رقما قياسيا وصل إلى 10.57 مليون برميل يوميا يوليو الماضى.
ويعتقد فيكتور ميخين، الخبير الروسى فى شئون الشرق الأوسط، أن السياسة غير الحكيمة التى اعتمدتها السعودية لخفض أسعار البترول والتى تسمح للبلاد باحتكار عالمى للسلعة، تضع المملكة على شفا كارثة مالية.
ووفقا لصندوق النقد الدولى، سوف تلجأ المملكة العربية السعودية إلى السحب من احتياطياتها النقدية فى غضون خمس سنوات إذا ظلت أسعار البترول عند حوالى 50 دولارا للبرميل.